نجحت قوات الأمن المصرية في السيطرة على التظاهرات في محيط السفارة الإسرائيلية أمس بعد تجمع عدد من المتظاهرين لليوم الثاني على التوالي أمام مقر السفارة عقب أحداث الجمعة. وقامت عناصر من القوات المسلحة والشرطة بتطويق المنطقة وتم إلقاء القبض على 19 متهماً من مثيري الشغب والمتسببين في محاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة وإشعال النيران في عدد من سيارات الشرطة التابعة لها، حيث تجري حالياً النيابة العسكرية التحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت رفع درجة الاستعدادات الأمنية، وذلك لمواجهة الأحداث بالمنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة. وقال مصدر أمنى إن وزير الداخلية منصور عيسوى أصدر أوامر بإعلان حالة الاستنفار الأمني لمواجهة تلك الأحداث مع التأكيد مجددًا على أن يكون التعامل مع المتظاهرين في إطار ضبط النفس والالتزام بالشرعية والقانون. وقتل ثلاثة أشخاص في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط السفارة الإسرائيلية إضافة الى شخص رابع كان توفي إثر إصابته بأزمة قلبية مساء الجمعة، بحسب مصادر طبية في ثلاثة مستشفيات. وقالت مصادر طبية وأمنية إن عدد المصابين من جراء المواجهات العنيفة التي استمرت طوال الليل تجاوز الألف شخص من بينهم قرابة 300 شرطي. وألقت الشرطة العسكرية القبض على 19 شخصًا وأحيلوا الى النيابة العسكرية التي بدأت التحقيق معهم، وفق مصادر أمنية رسمية. الى ذلك عقدت مجموعة الأزمة الوزارية المصرية اجتماعاً طارئاً أمس السبت برئاسة عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، بمقر مجلس الوزراء، لبحث أحداث السفارة الإسرائيلية. وتم خلال الاجتماع بحث تداعيات أحداث العنف التي شهدتها عدة مناطق بالقاهرة الجمعة، إضافة إلى اقتحام السفارة الإسرائيلية بالجيزة والاعتداء على مبنى وزارة الداخلية ومحاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة. من جهته أعلن مسؤول إسرائيلي السبت أن وحدات خاصة مصرية أنقذت ستة إسرائيليين كانوا عالقين في سفارتهم بالقاهرة، فيما كان متظاهرون يجتاحون مبنى السفارة ويرمون أوراقاً دبلوماسية من النوافذ. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «احتجز ستة أشخاص في السفارة وكان ثمة قلق حقيقي على حياتهم. واخيراً، أنقذتهم وحدات مصرية خاصة». في غضون ذلك أعلنت إسرائيل أمس السبت أن سفارتها في القاهرة ستواصل عملها. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة ستواصل نشاطها بطاقم مقلص برئاسة المفوض السياسي يسرائيل تيكوشينسكي، حسبما ذكرت الأذاعة الإسرائيلية. وكان السفير الإسرائيلي لدى مصر يتسحاق ليفانون قد عاد الى بلاده فجر أمس السبت يرافقه 71 إسرائيلياً من طاقم السفارة وأسرهم وبعض رعايا إسرائيل بعد اقتحام السفارة. وكان السفير الإسرائيلي قد عاد إلى مصر الأسبوع الماضي بعد إجازة قضاها في بلاده. الى ذلك هدد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة المصرية على الحادثة التي وقعت للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قائلاً «إنه لا يجوز أن تمر مصر مرور الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل والانتهاك السافر للأعراف الدولية». وأكد نتنياهو في تصريح له «أن الاعتداء على السفارة الإسرائيلية أمر خطير جداً»، معرباً في الوقت ذاته عن سروره لإنقاذ حراس السفارة الستة، مشيداً برباطة جأشهم إلى حين إخراجهم من مقر السفارة.