الدمُ اللزجُ الساخن يخرج من خاصرته بغزارة.. يسيل لذيذاً .. يُخرج معه كُلّ الظلم والقهر والألم.. الأصوات حوله «عراضة» سمعها ليلة زفافه إلى سُعاد.. وأزيز الرصاص الذي يملأ فضاءه الغائم زغاريدُ ملأت بيته ليلة وُلِدَ عُمَر.. خطفوه من يديه ورجليه، وجَرَوْا به بعيداً عن نيران القانصين.. «قل لا إله إلا الله تشهّدْ».. لامسَ بشفتيه الداميتين أذنَ وحيده الطريّة: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسولُ الله».. وبينما كان يُسلم الروحَ كانت عيناه الزائغتان تتابعان من رأسه المتدلّي إلى الخلف دمه المنسكبَ على طول الطريق.. يتحوّل إلى شقائق النعمان..