استبشرنا خيراً عندما بدت القنوات الشعبية بالظهور، نحن معشر الشعراء في الخليج تحديداً وتوقعنا أن تكون بديلاً رائعاً لمجلات الشعر التي كانت تحتكر أسماء معينة وتقوم بخدمتهم وتلميعهم من أجل إعدادهم للكسب المادي، وكان من المستحيل أن تنشر في إحدى هذه المجلات إذا لم تكن صاحب مال.. وأنا أقصد المجلات المتخصصة بالشعر، حيث توجد مجلات عامة تنشر الشعر في صفحة أو أكثر، وهذه لا ينطبق عليها ما ذكرته. وأعود إلى قنواتنا الشعبية الموقرة فهي في البدايات كانت متحاملة على هذه المجلات بسبب أسلوبها في النشر، وكنا نصفق لها.. وتوقعنا أن تكون هذه القنوات المتنفس الجميل للشعراء الغلابة وسرعان ما ذهب هذا الأمل لتدخل المادة والعلاقات الشخصية في الاستضافة في القناة أو عرض قصائد أو.... إلخ.. فهذه القنوات في البداية كانت تضع وتعمل لقاءات وعرض قصائد لكل من هبّ ودبّ، ولم يكن الهدف خدمة الشعر والشعراء والموروث، بل كان من أجل تسجيل الحضور فقط.. فالشاعر الآن لا يستطيع أن يعرض قصيدة بدون مقابل مادي ولا يعمل لقاء بدون علاقة شخصية مع المذيع الذي هو بالطبع منتفع من هذا اللقاء بشكل أو بآخر.. وأخيراً أقول الله يرحم الموروث الشعبي فقد تسلقت هذه القنوات على كاهله لخدمته من أجل المصلحة الخاصة للقناة.. ودمتم بود. الشاعر/ هاجد صنيدح السبيعي