قالت خمس نساء كن ضمن وحدة منتقاة من الحرس النسائي للعقيد الليبي معمر القذافي ، إنهن تعرضن للاغتصاب والاعتداء عليهن من قبل الديكتاتور المطارد حاليا. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز أوف مالطا" امس أن النساء اعترفن للطبيبة النفسية الليبية سهام سيرجيوا - في بنغازي - بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل القذافي وأبنائه قبل أن ينبذن بعدما "سئم" هؤلاء الرجال منهن. وتشكل الاتهامات جزءا من ملف تقوم باعداده سيرجيوا لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية والمحاكمة المحتملة التي قد يواجهها القذافي وأفراد دائرته المقربة في ليبيا حال القبض عليهم أحياء. وروت إحدى النساء لسيرجيوا كيف تعرضت للابتزاز حتى تلتحق بوحدة الحراسة الخاصة ، التي كان يعتقد ذات يوم أنها تضم ما نحو 400 امرأة ، وذلك بعدما لفق النظام ما يفيد بأن شقيقها كان يحمل مخدرات بينما كان عائدا إلى ليبيا بعد قضاء عطلة في جزيرة مالطا. وقالت سيرجيوا لصنداي تايمز أوف مالطا في مقابلة في بنغازي : "قالوا لها .. إما أن تلتحقي بوحدة الحراسة الخاصة أو يقضي شقيقك باقي حياته في السجن". وأضافت في معرض سرد قصة الابتزاز التي تعرضت لها الحارسة السابقة "لقد فصلت من الجامعة وطلب منها السعي لوساطة القذافي حتى تعود إليها . وأخبرت أنه ينبغي أن تخضع لفحص طبي شمل اختبارا يتعلق بفيروس إتش.آي في أجرته لها ممرضة من أوروبا الشرقية". وأوضحت أنه في النهاية أخذت لتلتقي القذافي في مقره في باب العزيزية في طرابلس ، ثم نقلت إلى مقر إقامته الخاص فوجدته ب"البيجامة". وقالت سيرجيوا "لم تفهم المرأة ما يجري لأنها كانت تعتبره بمثابة أب وزعيم الدولة . وعندما رفضت محاولاته قام باغتصابها". وذكرت الطبيبة النفسية أن هناك نمطا اتبع في هذه الروايات . حيث تعرضت كل من هؤلاء النساء للاغتصاب من قبل القذافي أولا ثم جرى تمريرها لأحد أبنائه وأخيرا لكبار مسؤوليه لتتعرض لمزيد من الاعتداءات قبل أن يسمح لها بالمغادرة في نهاية المطاف. وروت النساء ما حدث لهن بعدما بدأت سيرجيوا التحقيق في إدعاءات تتعلق بحالات اغتصاب ممنهجة زعم أنها ارتكبت من قبل قوات موالية للقذافي خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد. من جانبها قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" امس ان لديها أدلة على أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قامت بتصفية سجناء رمياً بالرصاص وعشرات المدنيين في الأسبوع الماضي مع اقتراب قوات المعارضة المسلحة من طرابلس. وذكرت المنظمة في بيان ان هناك أدلة تشير إلى أن كتائب القذافي قتلت 17 معتقلاً على الأقل رمياً بالرصاص في مركز اعتقال موقت في مبنى الأمل الأخضر التابع لقوات الأمن الداخلي الليبية مع اقتراب الثوار من حي غرغور في طرابلس في 21 آب/أغسطس الجاري. وفي 26 آب/أغسطس عثرت هيون رايتس ووتش على 18 جثة متحللة بمجموعات صغيرة قرب المبنى في مجرى نهر جاف بين حي غرغور وباب العزيزية. وقال شهود عيان للمنظمة ان قوات القذافي قتلت هؤلاء الأشخاص في أوقات متفرقة في الأسبوع الذي سبق 25 أغسطس/آب حين سيطرت المعارضة على المنطقة. وأشارت المنظمة إلى أن الجثث تعود لأشخاص أياديهم مقيدة وراء ظهورهم واثنان يرتديان الزي الأخضر للأطباء والممرضين. وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع ثلاثة أشخاص على اطّلاع على عمليات الإعدام المزعومة للمعتقلين بينهم ناج واحد يدعى أسامة هادي الصاوي قال انه كان أحد السجناء ال25 في المركز حين أعطيت الأوامر بتصفيتهم يوم 21 أغسطس/آب. وأشارت المنظمة إلى أن 17 جثة كانت نقلت من مبنى الأمل الأخضر، إلى أحد مستشفيات طرابلس، وأنها عثرت في 26 من الشهر الجاري على جثتين في خزانة تحت الدرج في المبنى إلاّ أنها لم تستطع التأكّد مما إذا كانتا لمعتقلين هناك أم لا. وقالت سارة لي ويتسون مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة ان "الأدلة التي تمكّنا من جمعها حتى الآن تشير بقوة إلى أن قوات القذافي قامت بعمليات تصفية عشوائية مع اقتراب سقوط طرابلس"، مشيرة إلى ان "التعذيب منتشر في سجون القذافي ولكن تصفية معتقلين قبل أيام من تحريرهم هو أمر وضيع ومقزز في سلوك الحكومة". وقالت هيومن رايتس ووتش انها وثقت العثور على 29 جثة أخرى في محيط عيادة طبية موقتة خارج باب العزيزية حيث برزت إشارات على أن قوات القذافي كانت موجودة، وقالت المنظمة ان أربعة جثث كانت على أسرة في العيادة نفسها وأخرى على وسادات داخلها أو خارجها في ما يبدو أنها خيم عسكرية. وأشارت إلى أن 3 إلى 4 من الجثث كانت مقيدة الأيدي والأرجل وواحدة مصابة بطلقات نارية، ولم يتضح فوراً من المسؤول عن قتل هؤلاء الأشخاص. وقالت ويتسون إن "هذه الحوادث التي ربما تمثل جزءاً بسيطاً من الممارسات الإجمالية، تثير أسئلة خطيرة حول سلوك قوات القذافي في الأيام القليلة الماضية وما إذا كانت ممنهجة أم مخطط لها". ورأت أنه إذا ثبت ان هذه الوقائع هي عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، فهي تعتبر جرائم حرب خطيرة ويجب معاقبة المسؤولين عنها. وفي ذات الاطار أصبحت فيلا فاخرة للعقيد معمر القذافي في وسط طرابلس والتي تناثرت على أرضيتها صور شخصية للقذافي وتعرضت للنهب من الحشود الغاضبة أحدث أثر لحكمه الذي سقط. قصف حلف شمال الأطلسي المجمع الواقع في حي غرغور في ابريل/ نيسان فيما قالت القوات الموالية للقذافي في ذلك الوقت إنها محاولة لقتل زعيمهم. اصبحت بوابته المعدنية الآن مكسورة ومفتوحة على مصراعيها وأصبحت الفيلا التي كانت تقع من قبل تحت حراسة مشددة مهجورة ومنهوبة عندما زارتها رويترز السبت. كانت صور القذافي ممزقة ومدهوسة بالأقدام وتتناثر في حديقة صغيرة خارج المبنى الرئيسي. وكانت هناك مدرعة بها آثار أعيرة نارية متوقفة عند البوابة. وفي الداخل كان الأثاث المكسور يملأ الغرف. كما كانت هناك مقاعد وأزياء رجالية تطفو في حوض السباحة الكبير الموجود بالداخل. وترددت أصداء الموسيقى من لعبة الكترونية من الممرات بإحدى نغمات بيتهوفن. وتناثرت مجموعة بدت أنها صور عائلية للقذافي مع أفراد عائلته وأصدقائه على العشب خارج المنزل. تم تمزيق بعضها إلى قطع صغيرة. وفي إحدى الصور ظهر القذافي مبتسما إلى جانب موسى كوسى الذي كان مساعدا له وانشق متجها للغرب عقب بدء الاحتجاجات في ليبيا. وتناثرت أكوام من الركام وأظرف طلقات فارغة وأحزمة مدافع آلية ولعب مكسورة وزجاج مهشم في كل مكان. وتركت زجاجة فارغة من الويسكي على درجات سلم المنزل. وقال سكان محليون إن حشودا اقتحمت المجمع بعد أن سقطت طرابلس في أيدي المعارضة هذا الأسبوع. وقال موسى الزنتاني (37 عاما) وهو رجل أعمال من سكان غرغور يعمل في مجال العقارات عن ضربة حلف شمال الأطلسي "بعض الناس جاءوا إلى هنا وفعلوا هذا... كان تفجيرا قويا. تطايرت الشظايا في كل مكان." وهناك مبنى مجاور دمر في الضربة الجوية وتحول إلى كتل من الخرسانة وقضبان الحديد. واصطحبت الحكومة الصحفيين إلى هذا المكان في أواخر ابريل/ نيسان وقالت إن القذافي كان موجودا في المبنى في ذلك الوقت لكنه نجا. وقال مسؤولون إن أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده قتلوا. ومع سيطرة المعارضة الآن على أغلب أجزاء طرابلس يجري محو رموز حكم القذافي الذي استمر اكثر من 40 عاما سريعا في أنحاء العاصمة. وأقامت قوات المعارضة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة التي يسكنها مليونا نسمة لكن شعورا بغياب القانون إلى جانب نقص الغذاء والماء عم العاصمة. وتتردد أصداء اطلاق النيران بشكل متقطع وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها وأصبحت الشوارع تخلو من المدنيين. وكتب على إحدى الجدران "انتهت اللعبة يا قذافي." ونهب مقاتلون في وقت سابق مجمع باب العزيزية الذي كان مقرا للقذافي وحطموا تماثيله وحرقوا خيامه. كما نهبت فيلا أخرى في منطقة غرغور قال سكان إنها تابع لعبد الله السنوسي زوج اخت زوجة القذافي ومدير المخابرات الليبية. خميس ال 32 جنوبطرابلس (رويترز)