قرأت وجهة النظر التي سطرها الأخ أحمد بن نواف الجربا في عدد الجزيرة 14199والتي كانت بعنوان: (الآثار السعودية.. بين الواقع والمأمول) مطالباً بالاهتمام بالأماكن الأثرية والمتاحف الموجودة في بلادنا، وتطويرها والسعي حثيثاً للمحافظة عليها، وتشجيع كل من يهتم بذلك، وهذا شيء جميل وأمر مطلوب، وأخي محق في المطالبة به، والأمة التي لا ماضي لها لا حاضر لها، ولأن محافظة الرس إحدى المحافظات ذات التاريخ العريق، المليء بالبطولات والصفات الكريمة التي حفظها لأهله، وماض فريد يشع بالنور، ويوجد فيها وفيما حولها من القرى التاريخية آثار قديمة يرجع تاريخ بعضها إلى مئات السنين بل إلى أكثر من ذلك، مما حدا بالكثير من أبنائها للمحافظة على بعض هذه الآثار باقتنائها، وإنشاء متاحف تحتوي على الكثير منها حفاظاً عليها من الضياع سواء في بيوتهم أو في أماكن أخرى، أحببت عبر بوابة الجزيرة أن أدعو رجل السياحة الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان لزيارة الرس ومشاهدة هذه الآثار وكلنا شرف بحضور سموه حفظه الله، وليرى ما قدمه أبناء المحافظة من جهد جبار الهدف منه الحفاظ على تراث الآباء والأجداد من خلال المتاحف الجميلة التي ضمت قطعاً نادرة وفريدة، ومن هؤلاء الأبناء المخلصين: سليمان بن محمد الدبيان ويعتبر من القدماء في جمع الآثار في محافظتي حيث أسس له متحفاً في قرية المراجيح سمّاه (البيت النجدي) زاره الكثير وشاهدوا ذلك الإبداع منه وأعجبوا بما رأوا، وأنشأ آخر في بيته للزوّار القادمين من داخل الرس وخارجها حتى أصبح علَما ومقصداً للكثير من ضيوف المحافظة، وله الكثير من المشاركات في مناسبات عدّة داخل المحافظة وخارجها، وبصماته التراثية واضحة في محافظتي يشهد بها الكثير من أهالي الرس ومن خارجها، وكذلك الأستاذ: علي بن عامر الغفيلي -رحمه الله- الذي بنى له متحفاً في إحدى زوايا منزله ضم الكثير من الآثار والمخطوطات والمكاتبات القديمة، اهتم به أبناؤه من بعده ليبقى رمزا وتذكارا، وأيضا الأستاذ: ضيف الله بن عبدالله الغفيلي أحد الشباب المتحمسين والعاشقين لجمع التراث والذي اشترى بيتاً قديماً من الطين حوّله إلى متحف حرص فيه على جمع النادر من القطع الأثرية بكل إتقان، ولم يسبقه لذلك أحد، هذا البيت الذي يستمتع المشاهد لغرفه وزواياه بما فيها من تراث أصيل قدمه لنا أبو عبدالله، وحرص أيضا على شراء الكثير من السيارات قديمة من جميع الأناع قدم فيها عروضا جميلة لمجموعة منها في الكثير من المناسبات لاقت استحسان كل من شاهدها لأنها تربط الجميع بالماضي العريق الذي كان عليه الآباء والأجداد وتدل على أصالة صاحبها واهتمامه اللامحدود بالتراث جمعا وعرضا، ومن أبناء الرس المحبين للتراث والهاوين لجمعه الأستاذ: محمد بن صالح القثامي من خلال إنشاء متحف متخصص بجمع كل نادر من القطع الثرية، وقد أقام في بعض المدارس ومنها مدرسة تحفيظ القرآن الكريم متحفا دام لعدة سنوات يقصده الكثير من الزوّار وأبناء المدارس، وأيضا الأستاذ: صالح بن محمد المزروع المرشد السياحي في الرس وأحد المهتمين بجمع التراث، وله جهود كبيرة في هذا المجال، وقد زرت متحفه كما زاره غيري فوجدت فيه الإبداع والاهتمام المنقطع النظير، ومن المحافظين على تراث الآباء والأجداد، والحريصين على جمعه الأستاذ: خالد بن محمد الجدعي، ويكفيه فخرا قلعة جدعية التراثية الواقعة على طريق الجنوب والتي بناها بنفسه بمساحة كبيرة، واهتم بها كثيرا وفيها أكثر أكثر من سبعة آلاف قطعة أثرية نادرة، وهي بحق معلم حضاري كبير قلما يوجد مثله ليس فقط على مستوى الرس بل على مستوى المملكة، وهي مقصد الكثير من زوّار المحافظة لما تضمه من قطع نادرة، وفنون هندسية جميلة، وكذلك الأستاذ: ناصر بن صالح الحناكي، وإبراهيم الهزاع، وهناك غيرهم من أبناء المحافظة لا يتسع المجال لذكرهم وليعذروني على ذلك، حتى هؤلاء الرجال لم أذكر عنهم إلا غيضا من فيض نظرا لضيق المساحة، وكم أتمنى أن أرى صاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان وقد زار الرس ليطلع على تاريخ هذه المحافظة العريقة الرائعة برجالها وما فيها من تراث قديم أصيل حفظ حقوق الآباء والأمهات والأجداد في قديم الزمان ولازال كذلك غضا طريا، ونجد من هيأة السياحة والتراث بالمملكة الاهتمام بمثل هذه المتاحف بإبرازها وتشجيع أهلها، بل إنني أدعو أهل الرس عموما للمحافظة على تراثهم العريق، بدعم من يهتم بالتراث من أبناء المحافظة ممن ذكرتهم آنفا بل وغيرهم من الغيورين الحريصين لتبقى الرس جميلة بما فيها من معالم وأماكن سياحية تراثية سنين طويلة يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل، وتكريمهم التكريم الذي يليق بهم، وكل من قدم للرس شيئا يرفع من مكانتها وفيه خدمة لها ولأهلها. صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس