أنيخ قدّام زهر الرّيح أعضائي المفتونة بشدو الجراح في تخوم الصّقيع.. لا أحد يا صاحبي.. أسرجْ حروفك، و مدّ يدك لكاسي، على كفّها تتطاير شبابيك جنوني، أسرجْ حروفك، قامة الليل تقترب و القرطاس يفرّ من تحت جمري.. أسرجْ حروفك، هو الطّريق يمشي مكلوما حذوك..، ما اسم نواح الوقت حين تشرد العبارة ؟؟ غبار يستقيم في لجّ المتاهة ؟ طفل ندى مجهض الحلم ؟ قمر مشروخ يدوس ظلّه..؟ حذائي الذي ملّ أسفاري ؟ حبيبتي التي دوما تنتظرني ؟ شرطة المكان؟ ما اسم هذا النّواح.. قلْ لي ؟ عصفورة الشهوة تعاضد مفاتن الرّحيل. ولا مرابض الأقحوان تنصب خيامها على مدافن الورق العليل، تشرئبّ مكامن الحبر المصلوب على أوتاد فخّار الكلام المخبول، إلى فخاخ عجين الألق.. فلا أحد يراقص مفازات الانتشار على قارعة الحنين..، لا أحدْ... وحدي أمام وحدي أقدّ مناديل الغياب، أطرّز على هامتها شروخ الرّحيل في جحور الرّمل القلق.. وأفاتحها بالضّياع في غور بلد لي.. هو ذا كتاب العودة ينشر مداده على صفحة الذّاكرة المطعونة، هو ذا كتاب العودة يمدّ شذى سرّه في برك الدّماء المقصوفة، هو ذا كتاب العودة بفتح صدره شبّاكا لعبور أفراس الرّيح.. هو ذا أنا منعوت بركوب طين الحكايا المجذوبة، هو ذا أنا تسربلني الحروف المغموسة في فواصل التّيه.. أرتّب فى فلوات الغيم حتفي كما أشتهي.. و أبارك بصمتي الغارق في وحل غربتي مرور الشّهيد.. الطّاعنة في حبّ جمر البلاد تترك قرب جلدتها باقة من برَد ليستفيق دمي القديم.