بالأمس القريب وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - رئيس مجلس الوزراء، رئيس التعليم العالي، على مشروع مجلس التعليم العالي بشأن تأسيس (الجامعة السعودية الإلكترونية) التي تتخذ من الرياض مقراً لها، لتحل محل الانتساب، مستفيدة من توظيف التقنية الحديثة التي امتلكت بلادنا ناصيتها بدعم قائد مسيرتنا الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووظفتها لخدمة مواطنيها. وقطعاً، سوف تقدم هذه الجامعة الافتراضية تعليماً راقياً مبنياً على أفضل نماذج التعليم الذي يستند الى تطبيقات التعليم الإلكتروني وتقنياته، كما أكد ذلك معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، مضيفاً معاليه أنها تبدأ بكليات: العلوم الإدارية والمالية، الحوسبة والمعلوماتية، والعلوم الصحية. وليس ثمة شك أن هذه (الجامعة السعودية الإلكترونية) التي أضيفت اليوم للقائمة الطويلة لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ودعمه اللا محدود لهذا الوطن الغالي وأبنائه المخلصين، خاصة فيما يتعلق بمجال التعليم بشقية (العام والعالي) سوف تشكل رافداً مهماً، وإضافة قيمة للجامعات السعودية في مختلف المناطق ولا سيما أنها مؤسسة تعليمية حكومية، تمتاز بمرونة كافية قيما يتعلق بالقرارات الخاصة بالبرامج وطرق التدريس، بما يخدم أبناء الوطن في مجال التعليم العالي، وتوافر بيئة تعلم إلكترونية مبنية على تقنية المعلومات والاتصالات والتعليم عن بعد. وهكذا، تعد هذه (الجامعة الإلكترونية الجديدة) دعماً مهماً في تحقيق مفهوم التعليم مدى الحياة لكل فئات المجتمع السعودي وشرائحه، خاصة العاملين والموظفين وربات البيوت. وإذ نسعد اليوم كلنا في هذا الوطن المعطاء بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تأسيس هذه الجامعة الفريدة في نوعها، لا نستغرب منه هذا العطاء الجزيل، وهو الذي أشهد الله أنه لا يخلد للنوم ليلة قبل أن يسأل عنا ويطمئن على أحوالنا على امتداد مناطق بلادنا الواسعة سعة صدره الرحب. وفي الواقع، الشواهد على عطاء هذا الرجل الصالح الذي ولاه الله أمرنا، لا تعد ولا تحصى، ويكفي أن يعلم الجميع أنه دفق لأبناء الوطن في جمعة الخير تلك ما يساوي ميزانية تسع دول تعد من الدول المتقدمة لعام كامل. نال منها التعليم، ولا سيما موضوع تشغيل خريجي الجامعات نصيب الأسد. ولمن أراد المزيد على طموح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وحرصه على أبناء شعبة، أذكره أن عدد الجامعات تضاعف في عهده الزاهر الميمون ثلاث مرات ليرتفع من ثماني جامعات إلى اثنتين وثلاثين جامعة منتشرة في مختلف مناطق ومحافظات بلادنا، تنشر العلم سعياً لتحقيق رغبة المليك المفدى في تطوير التعليم لتحقيق مجتمع المعرفة واستثمار أفضل للإنسان. لأنه يدرك جيداً أن الفقر الحقيقي هو فقر القدرات، وليس الحاجة للمال. وفي تايوان أفضل دليل على ما أسوق من حديث هنا، إذ تعد رابع اقتصاد في العالم، مع أنها تفتقر لأي نوع من الموارد الطبيعية وتفخر أن ثرواتها الحقيقية هي عقول أبنائها الخلاقة. وختاماً، أوكد للجميع بكل ثقة واطمئنان، أن مسيرة تعليم أبناء الوطن وتدريبهم وتأهيلهم لتحمل مسؤولية تنمية الوطن وخدمته ورفعته، ماضية قدماً بقيادة قائد الركب والمسيرة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يساعده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز. وها هي المملكة العربية السعودية بدأت تشق طريقها لتصبح - بإذن الله - في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم، إذ لا مستحيل أمام همة الكبار مثل عبد الله بن عبد العزيز الذي يؤكد لنا في كل يوم أن عزيمة الرجال الصادقين المخلصين تفل الحديد. مدير جامعة شقراء