بلا شك أن وزارة التربية والتعليم تعمل من أجل تغيير بيئة التعليم من خلال رؤية وفلسفة الإدارة الحالية, لكن هل هي تعمل الواجب المهم أو المطلوب منها؟ هذا السؤال يكبر عندما تطرح الوزارة مشاريعها وهي مشاريع تنطلق من فكرة التغيير ونقل المجتمع التعليمي من ثقافة إلى ثقافة أخرى, لكن تبقى أهم القضايا وأعقدها وهو إصلاح التعليم وتطويره.. سمو وزير التربية الأمير فيصل بن عبدا لله طرح أفكارا بل مشروعات جديدة نشرتها جريدة (الجزيرة) نقلا عن القناة الرياضة السعودية، قال فيها وزير التربية والتعليم: (إن الوزارة حددت ألف مدرسة في مختلف مناطق المملكة لإحياء النشاط الرياضي والاجتماعي، وإن هذه المدارس ستكون مفتوحة حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل لتؤدي دورها التربوي تجاه المجتمع لتقديم خدماتها الرياضية والثقافية والاجتماعية، من خلال التوقيع مع شركة إسبانية متخصصة في مثل هذا العمل الضخم والمشروع الكبير جدا, إن تفكير الوزارة الآن منصب بقوة واهتمام على تطوير الرياضة المدرسية. ومن خلال دراسة مستفيضة اخترنا شركات متخصصة ووقعنا مع شركة إسبانية، وإن عملها فعليا سيبدأ العام القادم. وعن الرياضة النسائية قال: إن العمل جار بقوة على تفعيل هذه الخطوة بضوابط شرعية وما لا يخدش العادات والتقاليد, وعدم رضاه عن أسلوب المشي في شوارع وأماكن مكشوفة تحت أشعة الشمس لتؤدي الغرض الكافي لرياضة المشي وبالتالي يكون التنظيم أدق وأجدى في المدارس ). انتهى. جريدة (الجزيرة) الأربعاء الماضي. ونظرا لأهمية ما ذكره سمو وزير التربية والتعليم حرصت على نقل مقاطع كاملة مما نشر في الجريدة فالحديث هنا منصب على اتجاه واحد هو النشاط اللاصفي والرياضة النسائية وبالتالي هي توجهات لتغيير النمط السلوكي في التعليم وهي تشكل خطوط مساندة للعملية التعليمة, لكن ما يحتاجه المجتمع والرأي العام هو إصلاح التعليم وتطويره وإحداث نقلة نوعية في التحصيل التعليمي. الرأي العام يريد من الوزارة الدخول مباشرة للمناهج وأسلوب التعليم ووسائل التعليم, ورفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب؛ فالدولة تصرف المليارات سنويا على التعليم العام والنتيجة إخفاق في التحصيل العلمي والمهارات الشخصية من خلال النتائج المنخفضة جدا في اختبارات القياس: القدرات والتحصيلي. فالطالب يحقق نسبة (99) بالمائة في الشهادة الثانوية لكنه بالمقابل يحصل على نتائج سلبية وبفارق مروع ومخيف في اختبارات التحصيلي والقدرات، وهذا الذي اضطر الجامعات إلى التمسك باختبارات القياس وإحداث سنة تحضيرية. كما أن النتائج الأكثر كارثة عندما يحصل الطلاب المتفوقون في الثانوية العامة على نتائج متواضعة في اختبارات القياس ويخفقون تماما في السنة التحضيرية لم تسمح لهم نتائجهم دخولهم التخصصات العلمية المهنية: الطب، العلوم الطبية, والهندسة، والحاسب فإما التسرب من الجامعة أو الاضطرار للالتحاق في تخصصات العلوم الإنسانية غير المرغبة من سوق العمل، وهذه خسارة على الدولة التي صرفت على السنة التحضيرية الملايين سنويا, وخسارة لأسرة الطالب من خلال الصرف عليه في السنة التحضيرية دون جدوى، وخسارة من عمر الطالب. أذن خسارة مالية على الدولة وعلى الأسرة بسبب الضعف الواضح في التحصيل العلمي في وزارة التربية والتعليم. المجتمع يا سمو الوزير ينتظر من الوزارة إصلاح وتطوير التعليم وليس فقط التغيير في السلوك وأن تبقى المدارس مفتوحة إلى الساعة (12) بعد منتصف الليل؛ فالمجتمع والمنهج التربوي يريد من الطالب أن يكون بكامل نشاطه وأن يكون يقظاً في الصباح ليفتح عقله ويستوعب بدلاً من أن تتحول الفصول إلى مهاجع والحصص الأولى إلى ساعات كسل وتراخٍ من أجل الأنشطة اللاصفية.