ما أن تدخل إلى حي الهجلة في العاصمة المقدسة حتى تشعر أنك في عالم آخر، فالناس لا تنام في هذا الحي، وزحام شديد على مدار الأيام الرمضانية، فتجد الزوار والمعتمرين يكونون جلسات يتحلقون هنا وهناك ويتبادلون حكايات زمان، كما ترى الأطفال والشباب من أبناء الحي وهم في حالة فرح وقد نصبوا الفرفيرة وغيرها من الألعاب، كما تلاحظ ازدحام الأسواق والحركة التجارية داخل الحي. (الجزيرة) تجولت في حي الهجلة في مكةالمكرمة والتقت محمود سليمان البيطار عمدة حي الهجلة الذي تحدث قائلاً: أحمد الله عزَّ وجلَّ على النعمة الكبيرة التي نعيشها بفضل من المولى عزَّ وجلَّ وبما يبذله ولاة الأمر في بلادنا من جهود خدمة للمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن وهم لا يألون جهداً -حفظهم الله ورعاهم- في تقديم كافة الخدمات وتوفيرها للجميع. والواقع أننا نستعد لشهر رمضان المبارك في هذا الحي قبل حلوله بالقيام بالعديد من المهام المرتبطة بهذا الشهر الكريم، نبدؤها بزيارة المساجد في الحي وتجهيزها حيث يزداد عدد المصلين في هذا الشهر الفضيل يوماً بعد يوم من الزوار والمعتمرين فنقوم بالتنسيق مع الجهات كافة، مثل أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية أجياد وشركة الكهرباء وغيرها من الجهات التي هي ترحب بهذه الأعمال الخيرة، ونجد منها كل التعاون لإنجاح هذه الأعمال التي تطوع بها الأهالي، كما نلتقي بأصحاب الفنادق والغرف المفروشة والمطاعم والمحلات التجارية للتأكيد على بذل الجهد لراحة ضيوف الرحمن. مع بداية الشهر الفضيل أحرص يومياً على التجول في الحي للمتابعة عن كثب وأحرص على تبادل التهاني مثل كل عام مع أبناء الحي والتواصل المستمر فيما بيننا، وكذلك تفقد حالات المستحقين والتأكد من أحوالهم وتسجيلهم في الحاسب الآلي الذي كثيراً ما تسجيل المعلومات عن سكان الحي ومرافق خدمات الحي والمحلات التجارية وإصدار أوراق التعريف وغير ذلك من المهام المناطة بعمدة الحي ومن أهمها إقامة المسابقة السنوية لحفظة كتاب الله. وقال إن مركاز العمدة هو ملتقى للمثقفين والمفكرين والصحفيين الذين يفدون لأداء المناسك في كل عام حيث تقام لهم مناسبة يشارك فيها وجهاء وأعيان ومفكري وأدباء مكةالمكرمة، ونحن في الحي دائماً نسعى إلى التكافل الاجتماعي والتلاحم، ومن هذا المنطلق فلنا زيارات لدار الأيتام حتى نرسم الابتسامة على شفاه من حرموا منها من الأطفال في العيد. وهذه عادة سنوية بتكاتف أبناء المحلة، كما نزور المرضى في العيد ونضع الترتيبات لزيارة الجيران بعضهم لبعض، وإقامة حفل المعايدة في العيد ولمدة ثلاثة أيام. بعد ذلك تجولت «الجزيرة» داخل حي الهجلة ووقفنا على الفنادق والغرف المفروشة حيث لاحظنا أن نسبة الإشغال أصبحت الآن 100% وأن بحي الهجلة يوجد به أكثر من 200 دور مفروش وفندق ومطاعم وكفتريهات والبقالات والسوبر ماركات ومحلات صرافة لتبديالعملة ومراكز للدفاع المدني، ويعتبر حي الهجلة من الأحياء القريبة من الحرم المكي الشريف ويرغب قاصدي بيت الله الحرام السكن بها.