حين نقلب صفحات التاريخ، نجد أن هناك رجالا قدرهم في الحياة أن يصبحوا رجال دولة، ورجالات الدولة عادةً ما يكون لديهم شخصية مختلفة تميزهم عن غيرهم، أهمها قدرتهم على التعامل مع الواقع وتحدياته التي تواجههم خلال فترة توليهم مناصبهم. مدينة الرياض وأميرها سلمان تربطهم علاقة غير عادية فهي علاقة اتسمت بالحب والتحدي، وتحويل الحلم إلى حقيقة. فمن مدينة صغيرة إبان الدولة السعودية الثانية إلى مدينة شاسعة يتبعها تسع عشرة محافظة. وقصة التحدي لرجل الدولة سلمان بدأت في عهد الملك سعود -رحمه الله- فقد تم نقل جميع أجهزة الدولة بين وزارات ودوائر إلى مدينة الرياض العاصمة من جدة. وهذا القرار لم يكن عادياً بل كان تاريخياً حيث كانت الرياض وأهلها على موعد مع دخول التاريخ الحديث بقيادة أميرها سلمان بن عبدالعزيز. المنعطف الثاني للمدينة الحلم وأميرها، كان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حيث اتسعت مساحة المدينة بالتزامن مع رقعة التنمية وأُصدر قراراً تاريخياً آخر بنقل جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية إلى مدينة الرياض، وأصبحت المدينة الحلم هي الثقل الدبلوماسي في المنطقة وأصبح مطارها يعج بالرحلات الجوية الدبلوماسية، مع التوجيه في بناء بنية تحتية قوية عصرية لتلك المدينة البكر. وإحقاقاً للحق وللتاريخ، ترأس الملك فهد اجتماع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وتفجرت الطاقات البشرية وشقت الأراضي وأصبح الحلم واقعاً نعيشه ونلمسه. إنشاء جمعية خيرية باسم مهندس الرياض وعراب نهضتها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لا يكفي بل إن توثيق التجربة بإنشاء (مركز متخصص في بناء وتطوير المدن باسم سموه) ليكون معلماً حضارياً يستفيد منه الباحثون والدارسون من رحلة عاصرها نحن وآباؤنا لرجل أعطى وقته وفكره لمدينة الرياض وأهلها هو أقل ما يمكن لنفخر نحن وأبناؤنا بمدينة...وأمير على مدى نصف قرن من الزمان. والله الموفق،،، [email protected]