في عادة مستمرة بل هي متوارثة.. ليس فيها أي معاني الاختلاط أو الفساد، باتت المرأة في عسير أكثر انفتاحاً وتقدماً، تشارك بفاعلية واسعة في مظاهر الحياة اليومية، تستند في تفاعلها على سماحة الدين الإسلامي، وفق ثقافتها وإرثها الاجتماعي، في عسير، تجلس المرأة بجانب الرجل ومع الرجل «زوجها، والدها أو شقيقها ويمكن ولدها» تتفاعل معه في منظر أكثر من رائع وبأريحية تامة، في شمال مدينة أبها حالياً وخلال أيام الشهر الكريم وتحديداً عند مصلى العيد تظهر هذا الصورة بكل جلاء وعفوية، ففي هذا الموقع والذي جهزته أمانة منطقة عسير ليكون سوقاً رمضانياً بأكثر من 82 بسطة، يمكن القول بأن المرأة تفوقت كثيراً على الرجل وباتت تدير أنشطتها التجارية باستقلالية، وبل وصارت مصدراً للثقة من قبل الزبائن، ففي هذا السوق والذي يعتبر الأقصر على مستوى العالم، حيث يبدأ البيع فيه الرابعة عصراً وينتهي عند حوالي السادسة والربع «أي قرابة الساعتين والربع فقط»، ينقض الصائمون على هذا السوق منهم من يحاول أن يشبع ناظريه، ومنهم من يقضي وقته مستمتعاً والغالبية العظمى تتبضع من أصحاب البساطات والتي يسيطر عليها السعوديون والسعوديات بشكل واضح مع انحسار كامل للأجانب، في هذا السوق هناك الكثير من الموائد اليومية التي تجهز في المنازل ويشرف على بيعها من قام بإعدادها أو ذويهم فهناك، الخبز التنور، الشربة، السمبوسة، أنواع الحلويات، إلى جانب اللحم والمرق، وأنواع الخبر كخبز الشعير والبر والخمير وكذلك الحلبة ومنتجات الماعز من الألبان والسمن. ويتوافد على السوق يومياً الآلاف من الزوار ومنهم المصطافين الذين فضلوا قضاء الشهر الكريم في ربوع منطقة عسير مستمتعين بأجوائها الباردة والممطرة، حيث تشهد مدينة أبها هطول أمطار متواصلة كان من آخرها مساء يوم أمس الأول الاثنين، وتقول البائعة شارة أم صالح. إن الإقبال على المبيعات الشعبية هو الأكثر خلال رمضان، حيث يرغب مرتادو السوق في شراء الخبز المنزلي المصنوع من البر والشعير والخبز بالسمن وكذلك الأكلات المصنوعة منزلياً من السمبوسة واللحوح والحلبة وغيرها لافتة إلى أنها وجدت في السوق متسعاً للبيع ضمن الموقع المخصص للبسطات النسائية بهدف الكسب المادي. وفي موقع آخر لفت البائع فائز الصوقعي إلى أنه يبيع المأكولات الرمضانية التي يكثر الإقبال عليها في هذا الشهر وذلك من السمبوسة والحلويات العربية المختلفة. وقال إن عملية القلي وإعداد المأكولات تتم أمام الزبائن مبيناً أن ذلك يحقق عائداً مادياً جيداً ولاسيما أن الإقبال شديد خاصة من قبل الرجال منذ الأيام الأولى لرمضان.