قصفت القوات السورية حيًَّا سكنيًّا في مدينة اللاذقية أمس الإثنين، وهو اليوم الثالث من الهجوم على الأحياء التي شهدت احتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال أحد السكان: «هناك إطلاق كثيف للنيران من الدبابات على حي قنينص. ويحاول السكان الفرار ولكنهم غير قادرين على مغادرة اللاذقية لأنها محاصرة. أفضل شيء هو الانتقال من منطقة لأخرى في المدينة ذاتها.» وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية: إن رجلا يدعى أحمد صوفي قتلته قوات الأسد أمس الإثنين ليرتفع إجمالي عدد القتلى في ثلاثة أيام من الهجوم البحري والبري على اللاذقية إلى 29 مدنيا على الأقل. وفي بلدة الحولة في محافظة حمص بوسط سوريا, قتل مسن أمس برصاص قناصة خلال عملية عسكرية شاركت فيها دبابات الجيش التي اقتحمت البلدة وترافقت مع إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات، وهناك انتشار للشبيحة والأمن على جميع الطرق», حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى صعيد آخر أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين مرسومًا يقضي بتعيين موفق إبراهيم خلوف محافظا لحلب (شمال) خلفا لعلي منصورة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، ولم تفصح الوكالة عن المزيد من التفاصيل. وكان خلوف يشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في ريف دمشق. يذكر أن الأسد كان قد أصدر عدة مراسيم تقضي بتعيين ثلاثة محافظين جدد في حماة ودير الزور والقنيطرة بعد عدة تظاهرات ضخمة شهدتها هذه المدن الثلاث. سياسيا قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مساء أمس الاثنين: إن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا ينبغي أن تتوقف على الفور ودون شروط محذرا الرئيس السوري بشار الأسد من أن هذه هي «الكلمات الأخيرة» لتركيا. وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي «هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط.» وأضاف دون الخوض في تفاصيل «إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ.» من جهة أخرى أكدت منظمة حقوقية أمس الاثنين أن 71 معتقلا قضوا تحت التعذيب في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس، معربة عن مخاوفها على حياة باقي المعتقلين ولا سيما النشطاء من بينهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان نسخة منه: إن «عدد المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب منذ منتصف شهر مارس بلغ 71 شهيدا»، مشيرا إلى «أن المرصد يملك لائحة موثقة بأسمائهم». وأضاف المرصد أن «النشطاء عاصم حمشو ورودي عثمان وهنادي زحلوط ويارا نصير وعمار صائب والصحفي عمر الأسعد وعبد قباني المعتقلين منذ بداية أغسطس يتعرضون للتعذيب الشديد»، معربا عن وجود «مخاوف على حياتهم». وأكد المرصد أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت عشرات آلاف السوريين في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات التي انطلقت في 15 مارس»، لافتا إلى أنه «لا يزال آلاف منهم قيد الاعتقال»، وحمل المرصد السلطات السورية «مسؤولية أي مخاطر تهدد حياة النشطاء المعتقلين». إلى ذلك ذكرت صحيفة ال باييس أمس الاثنين أن رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أرسل في يوليو «سرًّا» مستشاره الخاص بيرناردينو ليون ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد خطة للخروج من الأزمة. وقالت الصحيفة: إن الحكومة أبدت كذلك «استعدادها لتقديم ملجأ للأسد وعائلته في أسبانيا». وأضافت أن ثاباتيرو أرسل ليون، الذي كان أحد مساعديه في ذلك الوقت، إلى دمشق في تموز/يوليو «ليقترح خطة انتقالية لحل سلمي للثورة». ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من ليون قولها إن المهمة كانت سرية للغاية لدرجة أن ليون سافر وحده واستخدم جواز سفر عادي بدلا من الدبلوماسي. ولم يدخل أيًّا من المباني الحكومية في دمشق، بل اجتمع مع المسؤولين السوريين في منازلهم. واشتمل اقتراح ليون على ثلاث نقاط وهي الوقف الفوري لعمليات القمع، وعقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره جيمع أطراف النزاع السورية، وتحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء من المعارضة. إلا أن الاقتراح قوبل برفض سوري شديد، بحسب الصحيفة. وقال ليون عند عودته: «أشعر أن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي»، مضيفا «أن الأشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين جدا عن الواقع»، على ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه.