مع بداية شهر رمضان المبارك، والذي أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال, تجهزت المساجد والجوامع بإقامة (ولائم) إفطار الصائمين في ساحات المساجد أو بجانبها.. ولعلي أقدم شكري لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف على عنايتها في تنظيم هذه الموائد في السنوات الأخيرة وخاصة ما شاهدته من فرع منطقة الرياض واهتمام الشيخ عبدالله الحامد - بارك الله فيه - حيث منعت الفوضى وجمع الأموال واهتمت بالترتيب والتنظيم والمسؤولية.. ويسرني أن أساهم ببعض الاقتراحات لمشاريع إفطار الصائمين:إن كثرة ولائم إفطار الصائمين بالمساجد علامة خير لهذا الشعب السخي الكريم المحب للأجر إلا أنني أقترح تخصيص الجوامع أو المساجد الكبيرة بالحي ليقام فيها هذه المشاريع، حيث يتم استغلال الطاقات وجمع أكبر عدد في مكان واحد ومن الملاحظ اختلاف العدد في المساجد داخل الحي فبعضها يصل العدد فيها إلى خمسين شخصًا والآخر مثله أو أكثر أو أقل ولو قللت هذه الولائم أماكنها وجمعت في مكان كبير يجمع هذا العدد كله لكان أفضل من حيث الجهد والتنظيم ومعرفة القائمين والداعمين. وربما من المناسب أيضًا تخصيص أماكن لا ترتبط بالمساجد أيضًا تكون في الساحات العامة أو حدائق الأحياء أو الأراضي الفارغة على الطرق وتنصب فيها الخيام أو تنظم بأي شكل مناسب ويجتمع فيه جميع الراغبين بالإفطار, إذ هي أصلا أماكن عامة يناسب فيها تناول الأطعمة بخلاف المسجد الذي يتضرر من ذلك في عدم النظافة أو إهمال العمالة ثم الروائح المنبعثة داخل المسجد من ذلك.وأعتقد عند تخصيص هذه الأماكن أو المساجد الكبيرة بالحي سيتضاعف عدد المستفيدين للإفطار والغالب أنهم من العمالة الوافدة إلى بلادنا والتي تحتاج إلى تعليم بأحكام الشريعة من عقيدة وصلاة وصيام وأخلاق وسلوك.. مما يسهل على مراكز الدعوة والإرشاد متابعتها وتكثيف أنشطتها وبرامجها، حيث الأماكن محدودة بالحي وتجمع عدد كبير من الجنسيات المختلفة.ومن المقترحات التنظيمية في إقامة هذه المشاريع إرجاعها إلى مكاتب الدعوة والإرشاد المنتشرة في جميع مملكتنا المباركة فتحدد أماكنها وتشرف عليها وتستقبل تبرعات المحسنين وتكون هي أعرف بحاجة الأحياء، وبذلك نبتعد عن العشوائية الموجودة عند بعض أئمة المساجد في إقامة هذه المشاريع.ومن الأفكار أيضًا توزيع كوبونات إفطار للصائمين مسبوقة الدفع من المحسنين فتصرف للمحتاج ويذهب للمطعم ويأكل فيه أو يأخذ الطعاميأكل في بيته وهذا أنظف للمساجد بكثير, والمطاعم منتشرة في كل مكان وبكثرة ويسهل الوصول إليها.ومن القضايا المهمة مشكلة الإسراف بالموائد وهذا ملاحظ وللأسف كثيرًا حيث تتنافس هذه الموائد في جذب العمالة وغيرهم فيضعون من الأطعمة ما يفوق الحاجة فلا يأكل منه إلا القليل ويرمى باقيه وربما يأخذ بعض العمالة أحيانا ما تبقى من الطعام ليتناوله في وقت آخر.. إلا أنه في الغالب يكون فوق الحاجة ولك أن تأتي مبكرا للمسجد قبل إقامة صلاة المغرب لتشاهد بعينك ما يرمى في النفايات مما يجعلني أطالب بالتنسيق مع جهتين الأولى البلدية لمتابعة النظافة وتوفير الأكياس الكبيرة مع الحاويات ويا حبذا تخصيص حاويات للأطعمة وللخبز, والثانية مع الجمعيات الخيرية لأخذ باقي الأكل المناسب لكي يصرف للمحتاجين.أخيراً: أكرر شكري لوزارة الشئون الإسلامية على جهودها في تنظيم موائد الإفطار والشكر موصول لأئمة المساجد والمحسنين وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. وأسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة وطنه وولاة أمره والله يرعاكم. إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح