أبو فرحان الشمري (أربعيني) يعمل مراسلاً في مدرسة، كان يقود سيارته القديمة في أحد شوارع رفحاء وفجأة حاصره الدخان في سيارته بعد أن تجاوز مطباً صناعياً كبيراً (وهي متناثرة في رفحاء بكثرة)، وبدأت الحرارة تلسعه من أسفل قدمه وإذا بحريق هائل وسريع يقضي على سيارته الوحيدة التي لا يملك غيرها، هرع من النافذة منقذاً حياته، وتجمهر الناس للنجدة ولكن دون فائدة كان الحريق أسرع من الجميع، لقد التهم هذه السيارة المتهالكة التي تنقل أفراد أسرته وتنقله إلى عمله.. أبو فرحان أخفى دمعته عن الجميع وهو يشاهد ألسنة اللهب تقضي على كل شيء في الوقت الذي جاء فيه الدفاع المدني بعد فوات الأوان مستدركاً بقايا الهيكل الخارجي وكان تقرير الدفاع المدني أن الحريق بسبب التماس كهربائي. قال لنا وهو يغالب شقاءه: أُسدد حالياً أقساطاً شهرية تبلغ 1200 ريال للبنك الأهلي، و500 ريال لبنك التسليف، و800 ريال لقرض، و900 ريال قيمة إيجار منزلي، ولا يبقى من مرتبي إلا 600 ريال لأفراد أسرتي الخمسة، هذا عدا فواتير الكهرباء والماء والمعيشة وديون قديمة لا تزال عالقة ترهقني ولا أجد لسدادها سبيلاً. وأنا حالياً أُعاني من مرض مزمن لا أستطيع علاجه لظروفي المادية، واحتراق سيارتي قضى على كل أمل فهي كل شيء تنقلني إلى عملي وتقضي حوائج أولادي ولا أقول إلا يا أزمة اشتدي تنفرجي، وكلي أمل بأهل الخير بمساعدتي.