لم أكن أتوقع أن هناك من الشركات الكبرى من تأخرت حتى الآن في المشاركة ومواكبة قرارات خادم الحرمين الشريفين التي سبق أن أفرحت كل الشعب السعودي، سواء تلك التي شملت صرف راتبين أو تثبيت غلاء المعيشة؛ فتلك التظاهرة الوطنية الكبرى عمت كل أرجاء الوطن حتى أن بعض المواطنين منح الخدم لديه مكافأة في تلك المناسبة. تلقيت اتصالات عدد من موظفي شركة «فينييل»، التي تحتضن نحو 600 موظف سعودي، لا يزال يحدوهم الأمل بتجاوب الشركة مع آمال موظفيها، سواء في بدل غلاء المعيشة وصرف راتبين أسوة بالشركات والمؤسسات التي تجاوبت مع القرارات الملكية، وأجزم بأن آمال هؤلاء السعوديين نابعٌ من ثقتهم بشركتهم، ولاسيما في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات وأيضاً المصروفات. أعتقد أن هناك شركات بحكم طبيعة عملها، كتلك التي تعمل مع قطاعات عسكرية، من المهم أن يجد السعودي فيها اهتماماً، السعودي مهما تغيرت الأحوال يبقى ابن البلد، وواجب عليه خدمة الوطن بالحرب والسلم، وإثراء تلك الشركات بشباب سعودي يمتلك الخبرة يستوجب أن يوازيه تحسين المستوى الوظيفي والمادي على اعتبار أن البُعد الاستراتيجي لأي من تلك الخبرات هو رصيد للوطن، ولا يقاس بالماديات؛ حيث يكون الموظف ابن الوطن صفاً واحداً مع العسكريين. التجاوب الذي حظيت به القرارات الملكية في حينها من كثير من شركات القطاع الخاص كانت صورة وطنية تجاوزت الماديات إلى ما هو أبعد؛ وبالتالي يستغرب أن يكون هناك شركات قد تخلفت أو تأخرت عن المشاركة في ذلك المشهد الوطني الذي يسجّل بكل فخر واعتزاز لكل منشآت القطاع الخاص التي وقفت صفاً واحداً خلف تلك القرارات التاريخية لقائد الوطن، وإن كانت الشركات الوطنية مطالبة بما هو أكثر من ذلك، سواء على صعيد المشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية، أو إتاحة الفرصة للسعوديين للتدريب والتوظيف، وأن الكفاءات السعودية باتت اليوم تملأ كل الشواغر، وأن أي تمييز في المزايا المادية والوظيفية لصالح الأجنبي سيكون تأثيره سلبياً على الكفاءات السعودية.