لم يجف «حبر» مقالي السابق حول «الجدل» الذي صاحب عرض مسلسلات تجسد «شخصيات الصحابة وآل البيت»، حتى فاجأتنا بعض الصحف والمواقع بتجدد خبر إنتاج الفيلم الإيراني «حياة محمد» مرة أخرى. الفيلم يسعى لتجسيد «شخصية» الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة على الشاشة بواسطة ممثل إيراني، في خطوة تشكل تحدياً كبيراً واستهتاراً بمشاعر المسلمين، وللأسف أنها تأتي من سينمائيين في دولة أسلامية!! بخلاف ما كان يطال «شخصية الرسول» صلى الله عليه وسلم من بعض الحركات والمنظمات الغربية المتعصبة، والتي كنا نتخوف أن تقدم على مثل هذه الخطوة الاستفزازية، وليس من ممثلين ومنتجين ومخرجين مسلمين!! عموماً إعلان «الفيلم الإيراني» ليس بجديد، فهو منذ أكثر من عام يبحث عن مواقع للتصوير في المغرب خصوصاً, التي يقال أنها رفضت الطلب لحساسية الفيلم وعدم موافقتها تجسيد شخصية النبي في أي عمل سينمائي! عبث المنتج الإيراني «مهدي هيدريان»، والسينارست «كامبوزيا باتروفي»، وأحلام المخرج «ماجد مجيدي» وبحثهم عن الشهرة والمال باستفزاز «مشاعر المسلمين», وتجسيد شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، وإنتاج الفيلم على شكل ثلاثة أجزاء يجب أن يتصدى له الممثلون والنجوم والسينمائيون العرب والمسلمون لرفض «الفكرة» إطلاقاً والتحذير من عواقبها وتبيان خطرها بحسب الأعراف السينمائية التي تحترم وتجرم مثل هذا الفعل. المشاهد العادي لا يملك من الأمر شيئاً، فهو يرفض الآن وسيضطر للمتابعة والمشاهدة غداً إن تم التصوير وبث الفيلم بالفعل، أما السينمائيون والممثلون وجهات الإنتاج الفنية العربية والإسلامية وكتاب التاريخ عليهم واجب كبير ومسئولية جسيمة ننتظر «رفضهم» جميعاً، و»ضغطهم» تجاه إيقاف الفكرة، و»مقاطعة» كل من يساهم فيها. ويجب سماع صوتهم «مدوياً» حتى لا تتعرض «السيرة النبوية» للتحريف المذهبي والطائفي المقيت، خصوصاً وأن المخرج «ماجد مجيدي» والذي يرجح أن يقوم بدور «الرسول» صرح لصحيفة «روزا اليوسف المصرية» قائلاً «لسوء الحظ لا توجد مصادر شاملة كاملة حول طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما المصادر المتاحة تحوي بعض البيانات المتكررة والمزيفة»، وبكل تأكيد هذا تمهيد لإنتاج الفيلم بفهم ومصالح وسياسات تشوه شخصية الرسول الكريم وتحرف وتزييف الكثير من الحقائق. والمضحك المحزن أن «إيران» وعلى لسان وزير الثقافة والإرشاد تحذر من فيلم تسجيلي أعلنت شبكة «بي بي سي» عن بثها له, مع أن المحطة التزمت بعدم إثارة مشاعر المسلمين بإظهار شخصية الرسول في العمل, بينما نسيت أن تحذر من فيلم وحلم «مجيدي» بشخصية النبوة. وعلى دروب الخير نلتقي.