يزمجرُ فاحذر إنّ سطوته سطوةْ أتعلم أنّ العدل منبتُ عزّنا إذا غاب لا فخر يفيد ولا نخوةْ؟ وأنّ عرى الأوهام جهرًا تصرّمت وما عاد إلاّ عروة الله من عروة؟ فهلاّ تداركنا الشّباب برحمةٍ من الله أو يغفو فتسكره الغفوة؟ ويهزمه الزّيف الشّديد وينتهي إلى غفلةٍ فيها لذي غفلةٍ سَلوة ويُهدَى بمكرٍ من شقاءٍ لمثله ومن شهوةٍ تُوهي قواه إلى شهوة ونغدو - وقد كنَّا كما الماء منبعًا ونفعًا وإرواءً - بلا نفع كالرّغوة أيا من يرى في الفخر بالقوم عزّه ورفعته بل والخلاص من الجفوة أقومك كلّ القوم للّه خُلّصٌ وكلّهمُ في العالمين هم الصّفوة؟! أما فيهمُ من مارقٍ متلوّنٍ غويٍّ إلى ما لا يُسرُّ له دعوة؟! وفيهم أخو شرٍّ يضيق به المدى وإن خفّ شرًّا تستبدُّ به الهفوة وفيهم غليظٌ إن طما قيل قد كبا ولكنّه يكبو ويفخر بالكبوة دعوا نعرة الجهل التي تمحق العلا أليس لنا في سيّد الخلق من أسوة؟ دعوها وللعدل اعملوا وتمثّلوا لنظفر بالتّمكين في الأرض والقوّة وقوموا به في النّاس نعلو ونرتقي ونسعد والخسران في الظلم والقسّوة ولا تركنوا للوهم فهو شنيئةٌ وإن كان فكر الواهمين له نشوة بلغنا ذرا الزّيف المنمّق بيننا كما بلغ المكرُ المحيطُ بنا الذّروة إذا نحن لم نصدع بعلم يفيدنا تنادت وجوه الزّور في باحة النّدوة وجاء الّذي يغذو الحياة بنزوة يرى أنّها الأجدى وبئس بها نزوة وقد يتمادى في التّماهي مع الهوى إلى أن يرى أن الزّكاة هي الرّشوة ويحسب أن الفكر فنّ ورقصةٌ ولهوٌ وأنّ النّون تُحصر في النّسوة ويصنع من جهل المُباهين قدوةً ولا رأي إلاّ ما تجيء به القدوة بمجلس زهوٍ زانه النّد والنّدى وصوت الهوى والهمز واللّمز والقهوة وقد يتمارى القوم في هول فجوةٍ تباعدنا عن عالم شرعه الغزوة ويحسبنا لا نعرف العالم الّذي غزانا وأنّا نجهل السّر في الفجوة أيا أيّها السّاعي علينا بفتنةٍ نثبطها فِتْراً فيدفعها خطوة إذا ضاع منّا العدل وهو قوامنا فليس لنا من بعده في الورى ثروة وليس لنا شأنٌ نقوم بأمره ولا سمعةٌ في العالمين ولا حظوة ألا يا شباب الوعي هذي نصيحةٌ بها لذوي الأفهام عن غيرها غنوة أمامك إمّا رفعة أو وضاعة فسر في العلا أو فابق وحدك في الهُوّة * أستاذ الهندسة المساحيّة - جامعة الملك سعود