حالة من الجدل يشهدها الشارع المصري حالياً بعد تسريب معلومات حول كواليس تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي والدور الذي لعبه الجيش والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مساندة الثورة، فقد فجر الإعلامي معتز مطر مفاجأة مؤخراً بنقله عن مصادر وصفها بالمطلعة أن جمال مبارك أقال المشير حسين طنطاوي قبيل أيام من تنحي مبارك، مشيراً إلى إن عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق، تلقى خطابًا سريًا موقعًا من جمال مبارك وزكريا عزمي ينص على إقالة المشير طنطاوي، لكن المناوي رفض إذاعة الخبر، وقام بإرسال الخطاب للواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري، وعلى خلفية ذلك انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقتها بدون مبارك وأعلن أنه سيظل منعقدا لتحقيق مطالب الشعب المصري، وأشار مطر إلى أن تلك الواقعة كانت السبب الرئيسي وراء نجاة عبد اللطيف المناوي من مقصلة المحاكمات والسماح له بالسفر الى لندن في حين تم محاسبة معظم القيادات الإعلامية. فيما كشف البرلماني السابق مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع أن لقاءً عاصفاً جمع بين الرئيس السابق مبارك والمشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان، مساء يوم 1 فبراير الماضي بحضور اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، والفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء السابق. وقال بكرى: إن مبارك عاتب طنطاوي وعنان بشدة في الاجتماع على البيان الأول الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي أكد فيه أن الجيش سوف يحمي المتظاهرين، وأنه يتفهم المطالب المشروعة لهم. وقال مبارك: إن هذا الموقف قد اتخذ من وراء ظهره وأنه ما كان يجب أن يصدر، غير أن طنطاوي شدد على أن القوات المسلحة لن تطلق الرصاص أبدا على المتظاهرين وسوف تحميهم من أي اعتداءات عليهم. وأشار بكري إلى أن المشير طنطاوي أصر على تنحي مبارك حرصا على مصلحة وسلامة البلاد واستجابة لمطالب المتظاهرين. وأوضح أن مبارك كان أول من غادر القصر الجمهوري ظهر 11 فبراير ثم تلاه نجله علاء وزوجته وسافرا في حوالي الثالثة ظهرا، غير أن سوزان مبارك ونجلها جمال رفضا المغادرة، إلا أن إنذارا من الجيش أخبرهم بالمغادرة قبل السادسة مساء، وبعدها تلا عمر سليمان بيان تنحي الرئيس السابق.