سعادة الأخ الدكتور عبدالله العثيمين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: إشارة إلى مقالتكم (لماذا كل الفصول ربيع للصهاينة) المنشورة في جريدة الجزيرة يوم 25-7-2011م. لقد أجحفت في حق الفلسطينيين ومقاومتهم كثيراً ولم أعرف لماذا تجاهلت انطلاقة ثورتهم قبل حرب 67م، ومقامتهم الباسلة في قطاع غزة مباشرة بعد الاحتلال ومحاولة بناء قواعد ثورية لحركة (فتح) في الضفة الغربية مباشرة بعد الحرب حيث دخل ياسر عرفات والعديد من القادة والناضلين وعملوا على تنظيم الفلسطينيين ومن ثم وعلى مدى ثلاث سنوات انتشرت القواعد الفدائية في أغوار الأردن وخاض الفدائيون الفلسطينيون حرب استنزاف أرهقت المحتل الإسرائيلي والذي قام في 21-3-1968م بالعبور إلى غور الأردن بهدف القضاء على الفدائيين الفلسطينيين ولكن واجهه الفدائيون الفلسطينيون بقيادة «فتح» في معركة الكرامة المجيدة وألحقوا بقواته الغازية الهزيمة النكراء وكسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر والتي مثلت بداية الرد العربي على الهزيمة التي تكبدتها الجيوش العربية في حرب 67 وعلى أثرها أعلن جلالة الملك حسين رحمه الله أنه الفدائي الأول وقال له الرئيس عبدالناصر رحمه الله في هذا الشأن أن المقاومة الفلسطينية أنبل ظاهرة أفرزتها الأمة العربية، وأنها وجدت لتبقى ولتنتصر، وعلى أثر ذلك احتضنت الجماهير العربية والقادة العظام في الأمة ظاهرة المقاومة الفلسطينية وهنا نخص بالذكر جلالة الملك فيصل رحمه الله الذي لم يتوانَ في حينه عن توجيه الدعم المادي والسياسي للمقاومة الفلسطينية بقيادة فتح رسمياً وشعبياً. أرجو يا سعادة الشيخ الكريم أن تراجع معلوماتك في هذا الشأن وأن تقف على الحقيقة وأنت المؤرخ المعروف والمشهود له بالحصافة والموضوعية وأن لا تقرأ الأحداث التي تخص الفلسطينيين بعينٍ غير عين الشيخ الذي عرفناه وتعلمنا منه الكثير في الغيرة على كل ما هو عربي عامة وفلسطيني خاصة، وذلك من أجل أن تقدم الحقيقة للأجيال وللناشئة على أساس من الموضوعية بعيداً عن السياسيات الخاصة واختزال الجهد الفلسطيني أو العربي في خطأ هنا أو خطأ هناك مهما كان صغيراً أو كبيراً ولا يجوز في أي حال من الأحوال إغماض العين عن بطولات الفلسطينيين شعباً وقيادة على طول الزمن الماضي، وأنت العارف ببواطن الشأن العربي وتعامله مع ظاهرة المقاومة الفلسطينية سلباً وإيجاباً داخل وخارج فلسطين ولا أعرف لماذا قفزت عن ذكر الانتفاضات الفلسطينية المباركة ولا أجد لذلك تفسيراً ولا أعتقد أن في ذلكم يساعد على فهم الربيع العربي أو الربيع الصهيوني كما تريد في مقالتك. آملاً تقبلكم لهذه الملاحظات بروح الباحث الموضوعي، بهدف تقرير الحقيقة لا تغييرها، وتشويهها. ولكم خالص التحية والمحبة والتقدير. عبدالرحيم محمود جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني ومدير عام مكاتب اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني بالمملكة