دائماً ما ينقد «كبار السن « الجيل والزمن الحاضر ومقارنته بما كان سائداً في السابق من أخلاق وقيم سوية وما هو كائن الآن - برأيهم- من اعوجاج في الأخلاق إن لم يكن انحطاطا مغشّى بتلفيقة الثقافة والعولمة, وإنهم لعلى حق؛ فالجيل القديم أفضل من الحاضر والحاضر أفضل من القادم وهكذا. لكننا لو أطرقنا ملياً نفكر لبضع دقائق في سر انحلال سبحة الأخلاق وتساقط حباتها بين أيدينا «حبة حبة « لأدركنا أن هناك مجموعة أسباب يلعب الإعلام فيها دورا أساسيا أشبه بدور البطل الأول في المسرح ولأهمية هذا الدور كان لزاما على وزارات الإعلام في عالمنا العربي أن تفطن لذلك فتهب من ساعتها تشمر عن ساعديها ترسم خطة جلية واضحة المعالم تثب بالأمة من مؤخرة الركب إلى مقدمته, لكن الحاصل مع الأسف أن اليد التي كنا نعول عليها أفلتت الحبل من يدها وتركت الأمواج تعبث بالقارب كيفما تشاء تغرقه تارة وتقذفه تارة! لنرى! ما الذي أفرزته لنا الحقبة الأخيرة -على مستوى التلفاز» برامج تلفزيون الواقع- برامج مستنسخة - فوازير مبتذلة تطل علينا مع كل رمضان- مسلسلات تركية مدبلجة تروّج للرذيلة و»العشق الممنوع» و شرق آسيوية هابطة هي الأخرى في طريقها للذيوع والانتشار!! أما بشأن القنوات التي نعتت نفسها بالإسلامية فهي لا تعدو في الحقيقة عن كونها محطة دردشة!! أو مكتبة سمعية متنقلة!! قلة نادرة هي القنوات الإسلامية وهذه - مع الأسف - لم تصل إلى حد الاحترافية بحيث تكون قادرة على صد هذا الطوفان الفكري الجائر. إننا في هذا الزمن الرقمي المفتوح نحتاج للتربية الإعلامية حاجتنا للهواء إذ لا أبالغ إذا قلت ان الإعلام يعد المربي الثاني بعد الوالدين إن لم يكن الأول، فهلا فطنا وأصلحنا إعلامنا ليصلح أبناؤنا! جامعة أم القرى