تستعد المدن السورية لخروج مسيرات احتجاجية حاشدة اليوم الجمعة لاستنكار ما وصفوه بالصمت العربي إزاء الحملات الوحشية التي تشنها قوات نظام الرئيس بشار الأسد ضد المظاهرات المنادية بالديمقراطية. ودعا نشطاء سوريون عبر صفحات المواقع الإلكترونية لمسيرات أطلقوا عليها «صمتكم يقتلنا» هي الأخيرة في سلسلة تظاهرات تنادي بإسقاط الأسد بعد 11 عاماً أمسك فيها بزمام السلطة في البلاد. واحتشد عشرات السوريين مساء الأربعاء أمام مقر الجامعة العربية وسط القاهرة، مطالبين المنظمة العربية بتبني موقف واضح حيال الاضطرابات التي تشهدها بلدهم. وقال المتظاهرون في بيان لهم، «إن النظام السوري يقوم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحبس المدنيين بالشعب السوري، مما أدى إلى سقوط عدة آلاف بين قتيل وجريح». وقال المتظاهرون في بيان: «إننا ندين ونشجب الصمت العربي الكامل، حيال ما يجرى في سوريا». وفي الوقت نفسه أكد نشطاء أن القوات السورية تواصل نشر قواتها في عدة مدن سورية من بينها العاصمة دمشق. وقالت لجان التنسيق المحلية السورية عبر موقعها الإلكتروني إن قوات الجيش والأمن السورية، واصلت تعزيز انتشارها في مدينة اللاذقية غربي البلاد، وإن تعزيزات أمنية وصلت إلى منطقة الرمل الجنوبي. وأضاف الموقع أن دوي انفجارات قوية سمع في بعض أحياء المدينة، غير أنه لم يتسن التأكد من هذه الأنباء من مصدر مستقل. من جهة أخرى ذكرت منظمة «أفاز» غير الحكومية أمس الخميس أن ثلاثة آلاف شخص مفقودون في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافت «أفاز» أن مصير 2918 شخصاً اعتقلتهم قوات الأمن منذ 15 مارس غير معروف، معلنة عن إطلاق حملة للإفراج عنهم. وأوضحت «أفاز» أنها أعدت لائحة بالأشخاص المفقودين، وذكرت أن أكثر من ألف شخص قد اعتقلوا في الأسبوع المنصرم وحده، «إذ كثف النظام جهوده لقمع الاحتجاجات قبل بداية شهر رمضان المبارك» الأسبوع المقبل. وستُنشىء المنظمة موقعاً على شبكة الإنترنت تنشر فيه صور المفقودين ونبذات عنهم، على أن تتجدد معلوماته باستمرار. وبالإضافة الى المفقودين، أوضحت المنظمة غير الحكومية أن إحصاءاتها تفيد أن 1634 شخصاً قد قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج، وأن 26 ألفاً اعتقلوا في فترات مختلفة وأن 12.617 ما زالوا موقوفين. إلى ذلك اعتقل الأمن السوري الأربعاء المعارضين البارزين (عدنان وهبة) و(نزار الصمادي) عضوي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا على الرغم من رفع حالة الطوارئ في البلاد, حسبما أفادت منظمة حقوقية أمس الخميس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن «مصيرهما لا يزال مجهولاً». وأدان المرصد في بيانه «بشدة استمرار الأجهزة الأمنية السورية بممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ». وكرر «مطالبته للسلطات السورية بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي احتراماً لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها».