وهم يستغيثون ويستنجدون بالله ويترقبون وينتظرون يد الخير تمتد إليهم وجسر العطاء يمتد إليهم.. ينتظرون اليد البيضاء المعطاء الكريمة يد خادم الحرمين - حفظه الله - تنقذهم وتنجدهم من محنتهم.. ينتظرون كرمه وجوده وعطاءه ولا شك أن قوافل الخير تتحرك وقوافل العطاء الآن قاربت أن تصل إليهم لأن هذا البلد بقيادة خادم الحرمين - حفظه الله - عرف عنه السباق في الخير والمبادرة والمسارعة في بذل العطاء والخير في كل مكان ومع كل معاناة ومأساة.. هي بلد التوازن في الأحداث بلد المواساة في الملمات.. بلد الحكمة في الاضطرابات والتقلبات هي بلد المقدسات يشع منها النور والهدى.. وهي بلد الندى والجود والعطاء.. ومقالتي هذه تأخرت، فدولتنا دائماً مسارعة وسباقة في مد يد العون للمتضررين والمكروبين.. والصومال بلد يحتضر أكلته الحروب الطاحنة بين منظمات وقوى خارجية ودول جوار تتصارع وتتعارك على أرضه والضحية أبناء الصومال المسلمون المسالمون وبعد أن يسكت صوت السلاح وضربات البنادق قليلاً تعصف بهم موجة الجفاف التي تجتاح جنوب الصومال فلا طعام ولا شراب، أرض ناشفة جافة لا ماء ولا مرعى، الحيوانات تموت جوعاً ويأكل بعضها بعضاً والقرويون يأكلون (الغاراز) وهي حبة صفراء تضطر لأكلها الماشية عندما لا تجد طعاماً ولا نباتاً يطبخها الجائعون ليسدوا بهم جوعهم - سبعة ملايين صومالي يحتضرون بسبب موجة الجفاف، فمنهم من قتله الجوع ومنهم من قتله العطش ومنهم من أنهكه طول المسير وبعد المسافة. أيام طويلة يقضونها سيراً على الأقدام الحافية وبأجساد شبه عارية لا زاد ولا مؤنة ولا أدنى الوسائل الطبية والأدوية التي يكافحون بها أمراضهم وأوجاعهم وهم يهربون من الجنوب ينزحون تجاه (مقديشو) لعلهم يجدون اليد الحانية المعطاءة التي تمتد إليهم، وفعلاً هناك مساهمات بسيطة قليلة جاء بها أهل الصومال وبعض المنظمات الخيرية، لكنها تبقى طفيفة لا تسعف ولا تنجد جموع البشر الغفيرة التي هجّرتها موجة القحط والجفاف، مدن كاملة وقرى نزحت وبعض القرى هلكت عن بكرة أبيها من الجوع والعطش وهذه الموجة قد تهدد الدول المجاورة للصومال دول القرن الإفريقي. ومن هنا من هذه الجريدة وعبر هذه السطور نطالب كل الموسرين أن يبذلوا ما في وسعهم لإنقاذ هؤلاء المكروبين الضعفاء الذين أنهكتهم الحروب وقتلهم القحط والجفاف والجوع.. ولا شك أن دولتنا - حرسها الله - قد أجابت النداء وسيَّرت القوافل ومدَّت جسور العطاء لإغاثة وإنقاذ إخوانهم في الصومال فخيرها سابق وكرمها واصل وتلمس المحتاجين وإغاثة الملهوفين هي عادة راسخة يمتاز بها بلدنا - حرسه الله -. آمل أن يُقرأ كلامي وأن يتحقق هدفي وأن تمتد سواعد الخير وجسور العطاء لتغيث المكروبين وتواسي الصوماليين وتعينهم على الخروج من محنتهم. سطور أخيرة: الصدقة تطفئ الخطيئة وتقي مصارع السوء وتدفقات الخير تدفع عنك الشرور وتباعد عنك المحن وكلما زدت في العطاء زادك الله خيراً ويسَّرك لليسرى {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}.