ظل «حبيس» علامات الاستفهام منذ عشرات السنين، رغم أنه دارج على ألسنة المؤرخين والجيولوجيين ولا تخلو منه «سواليف « الأجداد، فلا أحد يعرف سره حتى اليوم!! بعض الروايات تقول: إنه مكان وموطن تكثر فيه «الجن والعفاريت «!!وتُنسج القصص الخيالية حوله، فهو «لغز» لم يستطع أحد «فك شفرته». اعتقدت أن باستطاعتي «بحكم اللقافة الإعلامية طبعاً» تسليط الضوء عليه ولفت الانتباه لعل مسئولي «السياحة» يلتفتون لهذا المعلم المهمل بطريق «البطين « بالقصيم الذي لوكان بمدينة «عربية أو غربية» أخرى لتحول إلى مكان «سياحي» يقصده من يبحثون عن مشاهدة «الظواهر الطبيعية «، إنه منبع «القويطير» حيث تخرج المياه «العذبة» من سفح الجبل دون تفسير أو توقف منذ عشرات السنين!! قررت الاستعانة بمصوري» الأسمر « الأنيق» مسعود» فهو الوحيد القادر على المغامرة معي لكشف اللغز، وبعد أن صعدنا الجبل وصورنا المعلم «وأنا أبلع ريقي « من كثر ما سمعت عن «الأرواح الشريرة « في هذا المكان خصوصاً ونحن قبل «مغيب الشمس» لأنه الوقت الأجمل للتصوير،والناس تحضر وتغيب لمشاهدة القويطير ونحن مستمتعون، فجأة وإذا بشاب من أهل المنطقة يظهر علينا من الأسفل ويقول بلهجته «وش جابكم بذا؟!.. ما شاء الله با دين على الدنيا؟! كلشن تصورونه وتغطونه»!! أظلم المكان وهممنا بالمغادرة لكن السيارة تعطلت فجأة!! أدركت أن «أبو الشباب» صرف لنا صاروخ «زنون» شبيه بتلك الأنوار التي يضعها الشباب في سيارتهم والمحرمة شرعاً في «الأردن « بحسب آخر فتوى هناك!! وبينما نحن ننتظر المساعدة التي طلبناها لم يعد يُرى من»مسعود « إلا بريق أسنانه واعتقدت «لوهلة» أنه تحول إلى «جني أسمر « سيلتهمني من كثر جوعه لاشك!! فهو يقول «أنا جائع» وأول شيء نسويه نأكل «ساندويتشات» في بريدة!! قلت له وأنا خائف «أبشر « وطلبت منه النزول ثم أغلقت على نفسي «أبواب ونوافذ السيارة» وهو يصرخ في الخارج «وش فيك «؟! حتى وصلت إلينا المساعدة التي طلبناها!! فمن يدري؟! قد يأكل «الجني» لحم البشر... فهم لا يحتاجون «لفتوى من شيخ مصري» لتحويلنا إلى ملوخية أو كوارع بماء القويطير؟! وعلى دروب الخير نلتقي.