هذا السؤال طرحته والدة الطفل متعب، ذي الظروف الخاصة التي رفضت أن تسميه معاق لأنه بحسب قولها، إن المجتمع الذي يحتاجه طفلها هو من يحوله إلى معاق! والدة الطفل لجأت للجزيرة الإنسانية لعلها تجد حلاً لوضع ابنها الصحي أولاً ثم إيجاد حلول جذرية للمجتمع الذي يحاول أن يقف عائقاً أمام ذوي الاحتياجات أو الظروف الخاصة، خصوصاً من النواحي التعليمية والاجتماعية والصحية والنفسية. تروي والدة الطفل أن ابنها متعب يعاني من متلازمة (كليفلتر) ويتم علاجه بمستشفى الملك فيصل التخصصي منذ ولادته حتى الآن، ويبلغ من العمر 20 عاماً. متعب لديه بحسب التقارير الطبية - التي أحضرتها والدته ل(الجزيرة) عجز تعلم وتشتت في الانتبهاه وسلوك عدواني، وهي مشاكل سلوكية بحاجة إلى متابعة طبية منتظمة. تقول والدته: يعاني ابني ايضاً من التفاف في قدمه، منذ طفولته وتم وضع الجبس، وثم إجراء عملية جراحية منذ أن كان عمره 5 أشهر، وعملية أخرى في نفس المكان بعد نحو سنة، وقرر الأطباء حينها علاجه في ألمانيا، وتحسنت قدم متعب ولكن الذي لم يتحسن هو تعامل المجتمع معه وقبوله بقدراته التي اختارها الله به. بدأت رحلة معاناة الأم في البحث عن مدرسة مناسبة، لعدم جدوى بقائه في المنزل، وتم تسجيله في إحدى المدارس الأهلية من أجل تلقي التعليم وتقييم نسبة الذكاء التي على ضوئها يدخل لأحد فصول التربية الخاصة، وتم ذلك وأعطي شهادة. وتتابع الام بلغة الاستغراب: ولدي أعطي شهادة وهو لايعرف يقرأ ولا يكتب! وتوضح أن هذه النتيجة أصابتها بالاحباط، وحاولت تصحيح الوضع عن طريق معلم خاص يحضر للبيت. انتقلت معاناة الأم للمعهد المهني للمعاقين وبينت أنه بعد الواسطة سجل الطفل في قسم الزراعة وأصبح له مكافأة، لكن الوضع لم يستمر لأن المسؤولين عن المعهد يشتكون بشكل مستمر من ابني. وأبانت أن تصرفات ابنها ناتج من التلازمة التي ولدت معه ولكن هؤلاء لا يدركون هذا الموضوع وأفادت أنه بعد مضي 4 شهور تم فصله من البرنامج بحجة أنه لا ينفع! ازدادت معاناة الأم من بقاء ابنها في البيت وهي موظفة وتعمل خارج المنزل وتقلق بشكل مستمر لبقاء ابنها لوحده في المنزل، الأم بدت متأكدة تماماً أن المجتمع لايفهم المعاق إلا من كان على كرسي متحرك، ولكن المعاق ذهنياً لايعرفونه، حيث المواقف التي مرت بها تؤكد لها مراراً الهوة بين هؤلاء المعاقين، وإخوانهم الأسوياء، مطالبة بمزيد من التوعية لمثل هذه الشرائح خصوصاً من قبل مقدمي الخدمة سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة مطالبت الأم بفتح أندية خاصة لهؤلاء يكون فيها متخصصون، بالإضافة إلى وجود مناهج تعنى بهذه الفئة، وتسهيل أسباب المعيشة الأساسية من تعليم وصحة. وتمنت والدة الطفل أن تسمح لها إمكانياتها المادية للسفر بابنها لدول عربية مجاورة لوجود مدارس خاصة بهم لتعليمهم للحصول على مؤهل لوظيفة تساعده بقية حياته.