سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أب لك يسأم لسان حاله يردد هذا البيت، بعد أن اقترب من عتبة الثمانين، واحدودب ظهره وأصبح قريباً من الأرض يتوكأ على عكازته التي لا تفارقه حيثما حل وارتحل في رحلة الذهاب والإياب إلى المسجد المجاور لمنزله ذي الدور الواحد. حماد بن مسير رخي الشمري (76 عاماً)، لجأ إلى (الجزيرة الإنسانية) بعد أن أعيته السبل ويقول: لقد خارت قواي، ولم يعد لدي ما أتوكأ عليه سوى هذه العكازة التي احتملتني كثيراً، فتكاليف الحياة صعبة، ومصاريفها أرهقتني، ولم يعد لنا أمل إلا بالله. وحماد الشمري متقاعد من العمل الحكومي ويحصل - بحسب إفادته - على مرتب تقاعدي (1700 ريال)، كما يحصل من الضمان الاجتماعي على دخل شهري (1200 ريال)، ويعول أسرة كبيرة مكونة من 10 أفراد (7 ذكور و3 بنات)، جميعهم في سن الدراسة العامة والجامعية ومتطلباتهم مثل متطلبات الحياة لا تنتهي. ويتذكر الشمري أوجاعه مضيفاً: قضيت سنين عمري بمنزل مؤجر (500 ريال)، ثم امتلكت منزلاً مؤخراً وهو بحاجة إلى ترميم أيضاً لوجود هبوط في أرضيته وتصدعات متنوعة، ولدي سيارة (قديمة) تتخاطفها الأيدي ولا تفي بمتطلبات الجميع. وحينما سألته عن الجمعية الخيرية، وهل تقدم إليها بطلب قال: تقدمت بخمس طلبات وقدمت خمسة ملفات خضراء على أمل أن تعاونني الجمعية الخيرية (وقد صب جام غضبه عليهم) مؤكداً أنهم رفضوا طلبه بحجة أنه لا تنطبق عليه الشروط، وقال متسائلا: إذا أنا لم تنطبق علي الشروط فمن تنطبق عليه إذاً هذه الشروط؟ الشمري تحدثت نيابة عنه دموعه مرات كثيرة متحسراً أنه يضع نفسه في هذا الموقف، وودعته بعد أن أوصلته إلى منزله وأنا أردد نيابةً عنه قول ذات الشاعر: وأعلم ما في اليوم والأمس قبله.. ولكنني عن علم ما في غدٍ عمي!