هذه الدنيا مليئة بالتنازلات ، يجب على المرء أن يتنازل عن شيء مقابل شيء ، هكذا اعتدت مذ كنت صغيراً، وهنا يكون الموقف عصيباً والحياة صعبة والدنيا ضيقة ،حينها أقف حائراً أمام خيار صعب . أكثر ما يجعل الإنسان أمام الخيارات الصعبة هو خلوه من الأهداف والرؤى المستقبلية والخطة التي يسير وفقها لتحقيق طموحه وغايته ، وهذا ينقص الكثير وقد فاتنا من عمرنا أياماً بلا فائدة بسبب العشوائية التي نسير فيها. كلما ما يصنعه الإنسان لنفسه يتحمل عواقبه ، ولكن المحزن أن يكون من العواقب جفاء خلان وأحباب ، وشرهة أهل و أقراب ، و صورة تنطبع في الأذهان ويصعب تغييرها. نملك الشجاعة في القول والوعد ، ولكن نفتقدها كثيرا حين تقع أمامنا واقعاً لا يتحمل التأخير ، فنفر هاربين لا ننظر إلى ما هربنا منه رعباً وخوفاً وهو في الحقيقة ينادينا للنجاح والفلاح. لا أدري ما الذي أصبح مملاً في الحياة والدنيا ، فأنا لا أظن أني وصلت من العلم في الدنيا مرحلة تجعلني أزهد فيها ، فالوقت لم يحن لكي أقول كما قال الشاعر : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ..ثمانين حولا لا أبا لك يسأم أما أنا فلقد تعبت من جلد الذات فقد مرت شهور وأيام جلدت فيها ذاتي حتى أدميت جسدها ، ولم أنل الكثير من جلد الذات ، إلا أني تأكدت أن هذه الطريقة لا تجدي بقدر ما هي مرحلة عذاب مريرة ،ولا تزال الأمة تجلد ذاتها حتى اليوم إلا من رحم ربي . في المقابل ، ما أروع أن نكافئ أنفسنا حين لا نجد المكافئين لنا ، ونعزي نفسنا وندعمها وندفعها نحو التقدم والرقي ولو أصابنا القليل من الغرور . في كثير من الأحيان أكتشف أننا لا نحب بعضنا ، فحين يحصل الخطأ من أحدنا لا نسامحه ونزجره ونضخم الخطأ ونشن حرباً وننظم الحملات ضده ، وكان من الواجب أن ننصحه ونأخذ بيده ، فتلك المواقف تميز المحب من الحاقد ،والأسى يغشاني حين نفعل عشرين خطأ لكي نصلح خطأ واحداً من غيرنا . أرجو أن نغذي قلوبنا بحب الله ، فمن أحبه الله أحبه الناس وعاش في سلام في الدنيا والآخرة . نراكم على حال أفضل عبدالرحمن الحيزان