الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (156) سورة البقرة (155-156). لم أكن أدري حين غادرت أختي العنود عبدالله نور غرفتها على عجل لمراجعة المستشفى، وقد طبعت على قلوبنا آخر قبلة من روحها المرهفة الحزينة؛ لم أكن أدري أن تلك هي الرحلة الأخيرة، وذلك هي القبلة الأخيرة. أسرع من طرفة عين يأتي الموت فجأة؛ تظهر أشياء وتختفي أشياء، وكل شيء في كتاب. قلوبنا كتاب في قلبه كتاب من إيمان ويقين، وفي الكتاب حرف من حزن قديم وحرف من حزن جديد. الحزن القديم كان يوم رحل والدنا عبدالله نور ملوحاً بابتسامة عجلى حزينة. واليوم حزن جديد حين غادرتنا أختنا العنود وهي تندثر بالدعاء: يا رب.. يا رب، مسرعة تكلم الموت ويكلمها الموت؛ قبل أن تطوي سجادة الصلاة على أرض غرفتها؛ وكأنها ذاهبة إلى ربها في صلاة. كانت الرؤيا حقاً، وكانت الرؤيا يقينا فالحمد لله رب العالمين. طويت وأخوتي الحزن الجديد على الحزن القديم ثم ارتمينا في أحضان جنة عامرة بالإيمان واليقين والصبر تحت أقدام أمنا سلطانة، أم عبدالرحمن، ولسانها وقلبها يخفقان بذكر الله؛ الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله رب العالمين. تقبلنا التعازي من الناس؛ وكل يدعو بالرحمة للعنود وبالعزاء لكافة أفراد الأسرة وقد جاءنا بفضل الله ورحمته العزاء. ثم جاءنا بفضل الله تعالى عزاء آخر؛ حين أرسل لنا والدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض برقية عزاء خاصة، فكانت عزاء فوق العزاء. وجاء مع عزاء الوالد سلمان بن عبدالعزيز عزاء أخيه صاحب السمو الملكي الأمير الوالد سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، ثم عزاء نجله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مستشار أمير منطقة الرياض؛ ثم عزاء صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد مدير الإدارة العامة للمتابعة بوزارة الداخلية؛ فكان عزاء في قلب عزاء. أجل، قلوبنا كتاب من إيمان ويقين، وفي الكتاب سرور قديم.. هناك يوم جاءنا سلمان، وفي الكتاب سرور جديد.. هنا يوم جاءتنا برقية سلمان. فللوالد سلمان ولأخيه سطام ولابنه محمد، ولكل من واسانا وعزانا جزيل الشكر وغاية الامتنان من جميع أبناء عبدالله نور وكافة أفراد الأسرة. فنامي أيتها (العنود) خاشعة مؤمنة مطمئنة في رحمة الله فقد جاءنا، بفضل الله، عزاء فوق العزاء. والحمد لله رب العالمين. عبدالرحمن عبدالله النور