دأب مجموعة من المهتمين بوادي منجل التابع لمحافظة المخواة على إقامة نشاط ثقافي على هامش دورة رمضانية لكرة القدم تقام هناك حيث يتم في نهاية كل مباراة إقامة نشاطات ثقافية عبارة عن (مسامرات ثقافية)موضوعها الرئيس مستمد من روائع القصص العربية والشعر العربي وقد تم خلال الفترة الماضية استعراض بعض القصص الشعبية مثل (تغريبة بني هلال -سيرة عنترة ... ونحوها) ويتم استضافة ثلاثة من كبار السن لإحياء أمسية رمضانية بعنوان (رمضان في ذاكرتهم) للحديث عن هذا الشهر الفضيل في الزمن الماضي ورصد أبرز المظاهر الرمضانية التي كانت تمارس في تلك الحقبة من أجل ربط الأجيال ببعضها كذلك تقام حوارات في النقد والشعرتحت عنوان (على مائدة القصيد ) بإجراء قراءة ناقدة لقصائد من عيون الشعر العربي تشمل تلك الحوارات التعريف بمواطن الجمال فيها كما يتم استعراض نبذة عن الشاعر و المناخ الإجتماعي والسياسي والنفسي الذي كتبت فيه كما يتم التعرض للقصيدة من حيث بناءها وماحفلت به من جماليات ومحسنات وأساليب بديعة ... مع التعريج بشكل سريع على مواطن الإدهاش والتعبيرية التي حفلت بها القصيدة ومناقشة الغرض الشعري لها ومدى نجاح الشاعر في تحقيق هدفه من نظمها والتعريف بمختلف المصطلحات الأدبية والنقدية و النظريات الأدبية المختلفة ومصطلحات الرمز والكنى والتشبيه والتناص والاستعارة وعلوم البديع والمعاني والإيقاع وتطبيقها على القصيدة المختارة ومقارنة القصيدة بما يشبهها من قصائد المعارضات وقد تم خلال الفترة الماضية استعراض عدد من القصائد منها (أراك عصي الدمع - لأبي فراس الحمداني- أضحى التنائي لأبن زيدون- ليت هند أنجزتنا ماتعد -لعمر بن أبي ربيعة - واحر قلباه لأبي الطيب المتنبي - بانت سعاد لكعب بن زهير.....الأستاذ ناصر بن محمد العُمري المشرف على تنظيم الدورة الرمضانية لكرة القدم و(صاحب فكرة المسامرات الأدبية ) قال انه كان يهدف من وراء هذه الفكرة إلى الخروج بالأدب والثقافة والشعروروائع القصص العربي من النخبوية إلى الأماكن التي يرتادها الشباب وفضاءاتهم العامة وتأكيد مقولة الثقافة للجميع ببرامج تستطيع أن تصل إلى مختلف الشرائح وفي المواقع التي يحرص الناس على ارتيادها ومن هنا جاءت فكرة تنفيذ هذه المسامرات الأدبية على هامش إحدى الدورات الرمضانية التي تقام حاليا بوادي منجل) وأضاف أن مدة هذا البرنامج الثقافي لاتزيد عن نصف ساعة على أقصى تقدير بعد نهاية المباريات الرياضية وأضاف أن :من أهم أهدافه بناء ذائقة أدبية لدى جيل الشباب وتعريفهم بمواطن الجمال في لغتهم العربية والتعريف بأعلامها من الشعراء والإبطال الذين دخلت قصصهم السير الشعبية وما كانوا عليه من السجايا الحميدة وأخذ العظة والعبرة من تلك السيروالقصص التي يتم سردها وكذلك عمارة أوقات الشباب بالمفيد والنافع في هذه الليالي المباركة وتفريغ طاقات الشباب في نشاطات هادفة ويختم بقوله انه لم يكن يتوقع أن تحظى هذه المسامرات الثقافية بالمتابعة الجيدة من مختلف الشرائح ويتجسد ذلك من خلال الحرص على الحضور اليومي بأعداد جيدة وأشار في ختام حديثه إلى أنه سيتم خلال الفترة القادمة إجراء منافسة بين الفرق المشاركة في الدزرة بتكليف أحد اللاعبين للقيام بدور إلقاء القصيدة أو دور الحكواتي وذلك من أجل تدريبهم على فنون الإلقاء وإحياء فن الحكواتي ودوره الذي يبدو منقرضا هذه الأيام .