العنف الأسري * دكتور خالد.. أسعد الله أوقاتك بكل خير؛ ترددت كثيرا في عرض مشكلتي عليكم ولكن تعرض ابني البالغ من العمر 7 سنوات الى العنف من قبل والده جعلني ألجأ اليكم بعد الله في إيجاد حل لمشكلتي.. زوجي للأسف هو والد وزوج غير صالح ومقصر في واجباته الدينية ومؤخرا سقط في زوبعة المسكرات وكان تأثير ذلك كبيرا على اسرته وأولاده فأصبحنا لا نراه الا نادرا كما فقدنا الاهتمام السابق الذي اعتدناه منه في رعاية اسرته وأبنائه. فقد وظيفته وأصبحنا في وضع اقتصادي يرثى له فضلا عن سمعة الأسرة امام جيراننا وأقاربنا وقد وصلنا الى وضع لا يطاق حيث لم اعد آمن على اطفالي في وجوده ولا حتى على نفسي، ففي الاسبوع الماضي اعتدى على الابن الأصغر وعمره كما ذكرت سبعة اعوام بالضرب حتى اغمي عليه ونقلناه الى مستوصف خاص غير حكومي درءا للفضيحة حيث تبين وجود كسر في احد الاضلاع مع شج بالرأس والساق وكدمات بالغة في الظهر بالاضافة الى تمزق في الطحال وقد استدعى ذلك الى نقله عن طريق سيارة الاسعاف الى مستشفى حكومي حيث عملت له بعض الفحوصات التي بينت بالاضافة الى ماسبق ايضا وجود اشتباه في نزيف دماغي مع كسر في عظمة الجمجمة.. ولم اصرح للاطباء سبب ما حدث ولكن ابلغتهم اننا كنا نعتقد بوجود مس من الجن في الطفل وقد لجأنا الى ذلك رغبة منا لإخراج الجن من جسم الطفل.. أعاني كثيرا من التفكير فيما ينبغي عليّ فعله تجاه حالة الطفل وتجاه معالجة الوضع المنزلي وكيفية التصرف مع زوجي وحماية نفسي وأولادي من ضرره حيث اني والله احيانا الجأ الى افتعال المرض للدخول الى المستشفى والتنويم فيه قدر الامكان حتى ابتعد عنه وعن المشاكل التي اعاني منها بشكل يومي.. ارجو ايجاد حل لمشكلتي وأود ان اسألكم هل في مثل هذه الحالات يمكن للطفل استعادة وعيه حيث انه لايزال في حالة غيبوبة في العناية المركزة.. وجزاكم الله عنا خير الجزاء؟ - أختي الفاضلة المشكلة التي ذكرتها هي من المشاكل التي تحتاج الى فريق طبي متكامل للشروع في حلها بالاضافة الى طبيب الاطفال فانها تحتاج الى الاخصائية الاجتماعية واستشاري الطب النفسي بالاضافة الى البدء في معالجة الأب مما ابتلي فيه فالمعالجة له ولله الحمد ميسرة وتتم بكل سرية في مراكز متخصصة لها باع طويل وفضل كبير بعد الله في معالجة العديد من المدمنين واعادتهم الى اسرهم في وضع صحي جيد حيث اصبحوا افرادا منتجين ونافعين لأسرهم ومجتمعهم.. اما التكتم على حالته فليس محبذا وهذا مساعدة له في التوغل في تلك المشكلة وحدوث ما لا تحمد عقباه لا سمح الله فأنصحك وبمساعدة من تثقين به من اسرتك او اقربائك الى السعي لعلاجه لتكفلي بإذن الله علاج الاسرة بشكل كامل والمحافظة على تماسكها واستمراريتها، اما فيما يتعلق بحالة الطفل فهذا يعتمد على الكشف السريري للطفل ومعرفة درجة غيبوبة الطفل ومدى تفاعل بؤبؤي العينين مع الاضاءة ومدى تأثر المخ بأي نزيف او حدوث أي تغيرات غير طبيعية داخل الدماغ ولكن الغالبية من الاطفال في غياب تلك الظواهر المرضية على المخ تستقر حالتهم الصحية في غضون ايام ويعودون الى حالتهم الطبيعية ولكنهم بحاجة الى الدعم النفسي وزرع الثقة في نفوسهم وإبعاد احساس الخوف والذعر عن حياتهم حتى تكون نشأتهم سليمة من الناحية النفسية والعضوية كما يجب ان تكوني واضحة وصريحة مع الطبيب المعالج في ايضاح حقيقة الأمر وسرد القصة المرضية كما هي فالطبيب وضع لخدمتك ومساعدتك في تخطي جميع المشاكل الصحية او الاجتماعية التي قد تواجه حياة الطفل كما انه يكفل لك بإذن الله الحفاظ على سرية المعلومات التي تدلين بها في صالح الطفل ومحاولة حل المشكلة بشكل عام حيث قد يحتاج الأمر الى تكاتف فريق عمل كامل يعمل الطبيب المعالج على توفير ذلك للوصول الى الطريق المناسب للعلاج في أقصر وقت. التهاب الأذن الداخلية * لدي طفل يبلغ من العمر 11 عاما ويشكو من دوار مستمر وارتفاع في درجة حرارة وألم بالأذن اليسرى وقد راجعت به عيادة الأطفال ووصف لي نقاطاً للأذن مع شراب مضاد حيوي وخافض للحرارة وقد استعملت العلاج لمدة 7 أيام حيث تحسن من ناحية ارتفاع درجة الحرارة والألم المصاحب في الأذن، ولكن لا يزال الدوار موجودا معه ويشكو منه من فترة لأخرى، أرجو إفادتي عن أسباب ذلك ولكم الشكر. - من خلال ما ذكرت يا أخي الكريم يبدو أن الطفل يشكو من التهاب في الأذن الداخلية حيث أن ذلك يؤثر على الاتزان ويسبب الدوار المذكور وفي حالة استمرار الدوار بعد علاج الأذن الداخلية يجب مراجعة الطبيب المعالج لفحص الطفل مرة أخرى والتأكد من استجابة الطفل للعلاج وتقييمه مرة أخرى وفي حالات نادرة قد يحتاج الطفل إلى فحص شعاعي للدماغ لاستبعاد أي إصابة لمراكز الاتزان في المخ.