حقَّق دوري الجامعات السعودية في عامه الأول الموسم الماضي تحت إشراف الاتحاد الرياضي للجامعات نجاحات متعددة جاءت مواكبة لما أشار إليه عدد من المراقبين الرياضيين يوم انطلاقة الدوري من أنه سيكون له مردود إيجابي سواء على مستوى الرياضة الجامعية أو على مستوى الرياضة السعودية وهو ما أكّدته تقارير إعلامية أفادت بأن عدداً من المشاركين في هذه المسابقات باتوا تحت نظر منتخبات وأندية سعودية رغم أن مسؤولي الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية يعتبرون هذا الموسم موسماً استثنائياً وذلك لحصر منافساته في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1431-1432ه، ولاقتصار ألعابه على كرة القدم والكرة الطائرة والتنس الأرضي وتنس الطاولة والسباحة وألعاب القوى واختراق الضاحية والجودو والكاراتية والتايكوندو. ويطمح القائمون على الاتحاد في تحسين الكثير من الجوانب الفنية والتنظيمية لأنشطة الاتحاد في الموسم القادم وكذلك إدخال مجموعة أخرى من الألعاب الفردية والجماعية. شارك في دوري الجامعات نحو 3035 لاعباً يمثّلون 32 جامعة وكلية حكومية وأهلية تتنافس في ألعاب كرة القدم، كرة الطائرة، ألعاب القوى، اختراق الضاحية، الكاراتيه، التكوندو، الجودو، السباحة، تنس الطاولة، والتنس الأرضي.. هذا العدد الكبير من المشاركين في المسابقات الرياضية الجامعية كان أقرب ما يكون مشروعاً تنموياً بشرياً نخبوياً يتوقع منه أن يساهم في التنمية الوطنية من خلال الاستفادة من طاقات آلاف من شباب الوطن وتسخيرها في المجال الرياضي التنافسي، وكذلك فتح آفاق جديدة أمام المدربين والحكام الوطنيين ودعم تفعيل وإنشاء المرافق الرياضية في الجامعات. وقد كانت هناك رؤية حول عدم مشاركة لاعبي الأندية السعودية الملتحقين بالجامعات في أنشطة الجامعات السعودية سواء مع نظيراتها الجامعات الداخلية أو الخارجية من أجل أن يُكتشف نجوم رياضيون جدد على اعتبار أن لاعبي الأندية يزاولون أنشطتهم في أنديتهم وثقة بأن الجامعات السعودية قادرة على تقديم رياضيين مميّزين إلا أن الاتحاد الرياضي للجامعات رأى في الموسم الأول للاتحاد بأن يشارك في المنافسات والمسابقات جميع اللاعبين المنتظمين والمنتسبين في الجامعات والكليات السعودية بما في ذلك لاعبو الأندية وذلك لعدم وجود الوقت الكاف لدى الجامعات والكليات لاكتشاف مجموعة من المواهب وتدريبها للمشاركة بهم في المنافسات وسيكون هناك مجموعة من الشروط في الموسم القادم تنظّم مشاركة لاعبي الأندية في الألعاب الجماعية والفردية. وشهد الموسم الرياضي الجامعي تعاوناً كبيراً بين الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية من خلال الاستعانة بعدد من الحكام لإدارة ألعاب ومنافسات الاتحاد وكذلك استخدام منشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ومن أبرز ملامح دوري كرة القدم الجامعي حرص المنظمين على كسر حدة التنافس المؤدي للتعصب الرياضي، حيث قامت الجامعات بتبادل الأدوار في استضافة كل منها لفريق الجامعة الأخرى وتضمين الاستضافة برنامج تعريفي لزيارة أبرز معالم المنطقة التي تقع فيها الجامعة المستضيفة فيما تكون المباراة هي ختام البرنامج مما أضفى عليها طابع الروح الرياضية، إذ يهدف الاتحاد إلى تكريس ثقافة الفوز والخسارة ودعم روح العمل الجماعي والتعاون وبالتالي تقديم جيل رياضي مثقف وواع يحدث نقلة نوعية في مفهوم التنافس الرياضي الخلاَّق ويأتي هذا ضمن مجموعة من الأهداف التي يحرص الاتحاد على تحقيقها من خلال تنفيذ برامجه ومنافساته ومن بين ذلك السمو بأخلاق اللاعبين الطلاب والتأكيد على أهمية المنافسة الشريفة والبذل والعطاء داخل الملعب. ونظراً لتفاوت اهتمامات الجامعات بالنشاط الرياضي سواء على صعيد التنظيمات الفنية والإدارية أو في جانب المنشآت الرياضية فقد عمل الاتحاد على تشجيع الجامعات المتفوّقة في النشاط الرياضي وتحفيز الجامعات التي لم تضع الرياضة ضمن أولوياتها وقام بطرح ما يُسمى بدرع الاتحاد للتميّز وهو درع تميّز يعطى للجامعة التي تحرز أكبر عدد من النقاط في جميع الألعاب والمسابقات وقد فازت به جامعة الملك سعود، كما حث الاتحاد الجامعات على إنشاء إدارة خاصة ترتبط بمدير الجامعة تعنى بالشؤون الرياضية داخل الجامعة يكون من صميم اهتماماتها اللاعبين والمدربين والمنشآت الرياضية. وسيختتم الموسم الرياضي الجامعي بمشاركة وفد الجامعات السعودية في بطولة العالم للألعاب الرياضية العالمية التي ستستضيفها الصين في شهر رمضان القادم وسوف تقتصر المشاركة على الألعاب الفردية فقط وهي التايكونو والجودو والسباحة وألعاب القوى وتنس الطاولة. المشاركون في دوري الجامعات عبروا عن شكرهم وتقديرهم لمعالي وزير التعليم العالي رئيس مجلس إدارة الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية الدكتور خالد بن محمد العنقري على رعايته للدوري كما أثنوا على جهود الإشراف والمتابعة من قبل الدكتور وليد الدالي رئيس الاتحاد والدكتور عبد الله البقمي أمين عام الاتحاد واللجان العاملة مما كان له الأثر الفاعل في نجاح الدوري تنظيمياً وفنياً.