تعقيباً على ما نشرته (الجزيرة) يوم الأحد 24-7-1432ه، بعنوان (حديث المساجد) تحدث فيه أخي الأستاذ د. محمد بن عبدالرحمن المفدى عن حركات وأفعال وأقوال وعادات تتم في المساجد أثناء أداء أيّ من الصلوات الخمس أو الجمعة كوضع الأحذية والجلوس خلف الصفوف حتى الإقامة والسلام على من هو جالس يمينك أو يسارك والجلوس قرب الأبواب في صلاة الجمع للإسراع في الخروج والذكر بعد الصلاة وقراءة القرآن وحمل الجوال وأخيراً نظافة المصلى.. وقد أحسن في ذكر ما ذكر، وبالفعل هذا هو الحاصل والواقع ومن واجب الإخوة المصلين ملاحظة ما ذكر وفعل ما يجب وترك ما يجب تركه نظراً لأهمية الصلاة، حيث هي أحد أركان الإسلام وهي سرّ بين العبد وربه، ولأهميتها جعلت أساساً لقبول الأعمال، وهنا أحب أن أعلق على أهم نقطة ذكرها ألا وهي: الجوال الجوال يا سادة.. الجوال يا إخوتي المسلمين إذ لا أحد ينكر أهميته وخاصة في هذا الزمن؛ وعلى الرغم من أهميته فلا أجد ما يبرر وجوده في الجيب أثناء الصلاة، وما هي الأمور التي تفوت على الإنسان لو تأخر في الإجابة دقائق معدودة؟.. لا شيء وربما تتضح أهميته حال الدعوة لإنقاذ حياة شخص ما أثناء ظرف طارئ.. وأجزم أن هذا قليل جداً فلربما تكون الدقائق سبباً في إنقاذ حياته، أما غير ذلك فلا أرى أنه موجب للنظر في وجه الجوال أثناء الصلاة أو حتى حمله أو عدم إغلاقه.. أما عن السلام فحدث ولا حرج فالبعض فجأة تجده كالعامود بجوارك لا تسمع منه سلام السنة، بل أحياناًً يفاجئك وأنت مستغرق في قراءة القرآن بصوت قدمه يبط بجوارك وخشخشة ثيابه وعطره الذي يزكم الأنوف والذي لا يختلف عن غاز الأعصاب في تأثيره على الآخرين. أما الإضافة فإني أحب أن أذكر أموراً أجدها تماثل ما سبق أن ذكره الدكتور محمد، بل ربما تكون أهم؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر، رفع الشاهد أثناء التشهد، إذ تجد هذا من حين يجلس بعد السجود يرفع أصبعه حتى يسلم من الصلاة دون حراك وكأنه خشبة باب لا بواب عليه ومنهم من يستمر في تحريك أصبعه مراراً وتكراراً وكأنه مصاب بالحمى أو بالرعشة ومنهم من يحركه كوميض إشارة المركبة عند العزم على الاتجاه يميناً أو يساراً ولا أدري من أين أتت تلك الحركات.. وهل هي من التشهد؟!.. والمعلوم الذي درسه الكثير أن الشاهد يرفع عند الوصول لكلمتي التشهد فقط وآخر من تحدث بهذا المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- والدين بالاتباع وليس بالبتداع.. الأمر الثاني أن البعض من المصلين إذا أراد السجود سارع إلى الإمساك بطرف من شماغه أو غترته ليفرشه ويسجد عليه، لماذا يشغل نفسه بتلك الحركة علماً أن البعض أحياناً يضطر إلى السجود مائلاً تبعاً لطرف الغترة أو الشماغ؟.. وهذا ما أنزل الله به من سلطان. الأمر الثالث عند صلاة الجمع تجد البعض من الباعة وكذا بعض المصلين يوقف سيارته ملتصقة بأحد أبواب المسجد وهم بهذا التصرف يضايقون الداخل والخارج. صالح عبدالرحمن التويجري