طوقت الدبابات السورية مدينة حماة أمس الثلاثاء في تهديد لشن هجوم كبير على المدينة التي شهدت أكبر احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد، حسبما ذكر سكان وناشطون حقوقيون. وقتلت القوات السورية ثلاثة أشخاص بينهم طفل مساء الاثنين وشنت حملة أمنية اعتقل خلالها نحو 300 شخص. وقام مئات الشبان بسد الطرق المؤدية إلى الأحياء السكنية الرئيسية في حماة بحاويات للقمامة والأخشاب والألواح المعدنية في محاولة لمنع تقدم محتمل للقوات. وذكر شهود أن السكان كانوا يكبرون من الشرفات وأسطح المنازل. وقالوا إن الدبابات والعربات المدرعة تقدمت خلال الليل إلى أطراف وطوقت المدينة وشوهدت 30 قطعة قرب جسر علوي على طريق مؤدي إلى جهة الغرب وذلك بعد يوم من دخول قوات الجيش والأمن فجر الاثنين إلى حماة حيث قتلت ثلاثة مدنيين على الأقل خلال المداهمات التي قامت بها للأحياء الرئيسية في المدينة. وأكد ناشط حقوقي نقلاً عن مصادر طبية في مدينة حماة «مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل» خلال مداهمات لقوات الأمن السورية قامت خلالها بإطلاق النار. من جهتها قالت صحيفة «البعث» السورية الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في البلاد إن عدداً ممن أسمهتم ب «مثيري الشغب» في محافظة حماة أقدموا الاثنين على محاولة اقتحام مبنى شعبة التجنيد في المدينة. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس الثلاثاء أن المهاجمين كانوا يهدفون إلى «تخريبه وتدمير محتوياته». وقالت الصحيفة إن «حراس المبنى تصدوا لمثيري الشغب ومنعوهم من اقتحام المبنى وتخريبه». وفي ريف أدلب حيث بدأت قوات الجيش عمليات عسكرية منتصف حزيران-يونيو «قامت قوات الجيش السوري باقتحام بلدة كفرنبل ونشرت دباباتها على مفارق الطرق» بحسب ناشطين. وأضاف الناشطون أن «عدداً من القناصة انتشروا على أسطح المنازل والمباني الحكومية في هذه البلدة» التي شهدت الأسابيع الماضية مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام. وعلى الصعيد السياسي، ذكرت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية السورية في عددها الصادر أمس أن هيئة الإشراف على الحوار التي يرأسها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وجهت دعوات لنحو 150 شخصية معارضة، بينها هيثم المالح وحسن عبدالعظيم، وأحزاب كردية لحضور اللقاء التشاوري الذي تقرر أن يعقد يوم العاشر من تموز-يوليو الجاري. إلى ذلك شارك حوالي 300 شخص مساء الاثنين في لقاء عام في باريس للاحتجاج على قمع التظاهرات في سوريا ودعم المعارضة وهي القضيالتي لم تتمكن حتى الآن من تحريك المجتمع المدني في الدول الغربية كما أفاد مراسل. وأعرب جميع الحاضرين عن استيائهم من ضعف إمكانات الغربيين للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وخصوصا معارضة روسيا لاعتماد قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري. ورأوا أن عجز الغرب يتناقض مع التدخل في ليبيا ويعطي الانطباع باعتماد سياسة «الكيل بمكيالين». وفي تركيا أفادت الأرقام الرسمية التي نشرتها السلطات التركية أمس الثلاثاء أن عدداً متزايداً من السوريين الذين لجأوا إلى تركيا يعودون إلى بلادهم وإن كان بعضهم يعود مجدداً في السر إلى تركيا، كما تقول مصادر محلية. وقد عاد حوالى 267 سورياً إلى البلاد الاثنين ليرتفع بذلك عدد العائدين في الشهرين الماضيين إلى حوالي 5673 وليصل بذلك عدد اللاجئين السوريين الذين لا يزالون في المخيمات التركية إلى 9678. وكان عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا بلغ ذروته في 24 يونيو أي 11739.