تحدثت بالأمس عن المطالبات التي طالبتْ بها بعض الأصوات بإعادة إحياء نظام الجواري، تحت غطاء إباحة الشريعة لها في الأزمنة الغابرة. وتلك الأصوات تدّعي أن هذه المطالبات ستحمي الرجال من الوقوع في براثن الزنا. وهذا الادعاء ظاهره فيه الرحمة، وباطنه من قبله العذاب. فنحن إذا فشلنا في توعية شبابنا بحرمة الزنا ومخاطره، وإذا أخفقنا في وضع برامج لمساعدتهم على الزواج، نذهب إلى منطقة أكثر خطراً. منطقة نمتهن فيها كرامة المرأة المسلمة. إننا اليوم ندفع ثمن أخطاء زواجات المسيار والمسفار وغيرها من الزواجات الشرعية ظاهرياً والمُهينة داخلياً. وإن كان البعض لا يرونها كذلك، لأنها حققت متطلباتهم، فهذا لا يعني أنها لم تحقق ولم تقترب من تحقيق متطلبات البعض الآخر. وعلينا، لكي نحقق المراد الاجتماعي للرجل والمرأة المحتاجين للزواج ، أن نقترح الحلول التي تضمن لهما كرامة تتساوى مع كرامة الرجل والمرأة المرتبطين برباط يراه كل الناس. يجب أن نعترف، أننا لم نقم بخطوات جادة لمواجهة أزمة عنوسة النساء وعزوف الشباب عن الزواج. لقد بقينا نراقب هذه الظاهرة، إلى أن تفشت، وإلى أن تشكلت أزمات كبيرة، لا يمكن علاجها إلا بحلول مأزومة طائرة، لا تستقر على أرض. *** إلى اللقاء بإذن الله، في أول أيام رمضان.