الأستاذ محمد خلف المزروعي شخصية مبهره واسم يحمل ماركة مسجلة (brand) تم تصنيعه داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تطويره علمياً وفكرياً بأرقى الجامعات العالمية، فأنتجت رجلاً مميزاً لم يكن لينجح لو انه لا يملك مقومات النجاح أصلاً. أتى محمد ليستلم زمام مشروع صغير هو هيئة أبوظبي للتراث والثقافة وينتج برنامجاً شعرياً صغيراً اسمه شاعر المليون، فما لبث هذا الاسم وهذه الجهة وهذا الرجل قبلها، إلا أن ارتبط بالنجاح فالجهة تعتبر الآن هي أهم جهة ثقافية وتراثية تهتم بالأدب وترعى التراث وتقدم المميزات والمسابقات للمهتمين، وما أن لبث هذا البرنامج أن أصبح قبله للشعر وأصبحت أبوظبي عاصمة للأدب الشعبي وما أن نجح هذا الرجل المزروعي حتى أخذ على عاتقه توالي النجاحات في سبيل بلده، فمن شاعر المليون والنجاح المبهر إلى معرض أبوظبي للصيد والفروسية إلى مهرجان الرطب في ليوا إلى مهرجان الظفرة إلى مهرجانات الحرف ومهرجان أبوظبي للسينما ومشروع كلمة الخطير و و و و. كلها لا تقف عند محمد خلف وحده فقط ولكن أيضا هناك رجال أحبوا وطنهم فأخلصوا العمل، ولابد ان العمل تحت إدارة هذا الرجل أمر ممتع لموظفيه مما جعلهم متفانين جداً. أفكار المزروعي ليست محلية بيئية وليست غريبة غربية ولكنها مزيج بين التطور في أقصى درجاته ليرتقي بالموروث الشعبي إلى أبعد فضاء. الأكيد أن الأستاذ محمد خلف المزروعي أصبح مفتاح نجاح إماراتي في المشاريع الكبيرة والكثيرة. الغريب في المزروعي انه بعيد عن الضوء الإعلامي تماماً بل ولا يحبذ الخروج به نهائياً فله قاعدة تقول إن الإنجاز هو أكبر ظهور إعلامي، وهذا فكر نير من رجل كبير.