يقول الأديب الدكتور يوسف زيدان في رواية «ظل الأفعى « :(إنهم رجال الفُرّاغ الذين يؤججون حروب العالم وإن لم يجدوا الحرب أشعلوها, ليواجهوا خرابهم الداخلي, بتخريب العالم). كتب التاريخ أسماءهم بدماء ودموع شعوبهم... ستالين, هتلر, صدام حسين, موسوليني, وعيدي أمين... وغيرهم. والآن يسجل التاريخ أسماء أخرى بمحبرة القهر والقمع, عقوداً عجاف مرت على الشعوب العربية كانوا فيها ضحايا لأسماء وشخصيات تمسكنت حتى تغلغلت وتمكنت, اختبأت خلف عباءة الوعود والحملات الانتخابية المخادعة.. فما كان على الشعوب المغرر بها سوى أن تنتخب هذا أو ذاك جاهلة بما خبأ الماضي ويخبئ لها المستقبل والقدر! هذا حينما نتحدث عن الرؤساء الغاشمين؛ وبينما نتحدث عن «الأزواج السيكوباتيين» أو العدوانيين فإننا لا نبتعد كثيرا.. فالرئيس والزوج كل منهما في سدة حكم وفي موضع سلطة, وحين يكون كل منهما عانى وقاسى من طفولة خاضت ظروفا سيئة ومريرة؛ ندرك وبلا شك أنها لن تترك لهذا الطفل مجالاً في أن يكبر ويصبح شخصَا سويًّا, وبأنها وبلا شك مسألة نفسية واجتماعية وتربوية بحتة. عقدهم واضطراباتهم جاءت إما من تربيتهم في وسط متصدع من الخلافات, أو من التعنيف اللفظي والبدني, أو ربما كانوا من الأطفال المنبوذين لعلة ما أو المحرومين من رعاية الأب أو الأم. أو قد يكون النقيض تماما كأن يكون الطفل صاحب الحظ الأكبر من الإفراط في التدليل. وفي ظل هذه الأوضاع غير المستقرة تنمو عقدة الخوف نتيجة قسوة الوالدين أو النرجسية والأنانية نتيجة التدليل, أو الشعور الطاغي بالدونية والضعف والرغبة في السعي وراء أي سلطة للانتقام من الجميع.! فكم من الزوجات المغلوبات على أمرهن والشعوب المقهورة؛ التي نادت وبكت مستنجدة من ظلم زوج أو رئيس حكم منزله أو دولته بكل عنجهية وصفاقة وبكل ما أوتي به من أسلحة العدوان النفسي والجسدي وحتى الاقتصادي, ومن الطغيان الذي بلغ مداه.! ففي أحدث الإحصائيات التي صدرت عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تؤكد أن 93% من الزوجات السعوديات يُمارس ضدهن العنف من جانب أزواجهن!!. ولكن السؤال الذي يتداعى هنا وما هو إلا مربط الفرس: ماهو ذنب الشعوب والزوجات والأبناء الضحايا لهؤلاء المضطربين في أن يكونوا تحت سلطتهم وحكمهم وسلوكياتهم التي بلغت من الاستبداد والاضطهاد ما بلغت وممارسات ليس لها وازع من الرحمة والضمير..كيف لنا أن نكتشف ونتعرف على هؤلاء الشياطين في وقت مبكر قبل أن تقبلهم الشعوب ولاةً لأمورهم.. قبل أن نقبلهم أزواجا نتشارك الحياة معهم وننجب منهم أبناء اخترنا لهم الحياة والوجود!؟ حتى لا يكون الزواج أو الانتخاب بطيخي وحتى لا ندفع ثمن جهلنا بهم وبما هو قادم وحينها سيصبح الثمن فاحش الغلاء.. فيجب على كل فرد سوَيّ أن يساعد على علاجهم وليس ابتلاء الغير بهم, وفي اعتقادي الخطوة الأولى من الحل هي أن يخضع كل رئيس منتخب لجلسة نفسية تحليلية لسبر أغوار أعماقه مستخرجة لنا ما قد ينجينا من الطغيان. وأن يُدرج من ضمن بنود الفحص الطبي للمقبلين على الزواج بند التحليل النفسي ويكون في مقدمة الفحص وعلى رأسه! وأتمنى أن يكف أصحاب نظرية (زوجوه لعله يعقل) عن مفهومهم هذا غير المنطقي وغير العقلاني وغير الإنساني! والتوقف عن ترديد مطالبتهم (نبي بنت حلال تضف ولدنا)!.