(القشة تطفو على سطح الماء، والحجر الكريم يغوص إلى الأعماق) -حكمة عالمية - أنشأت مجموعة من الناشطات السعوديات جمعية أطلق عليها «المرأة السعودية» تعنى بدعم تميّز المرأة السعودية في المجالات كافة والارتقاء بواقعها للمستقبل والتعريف بإنجازاتها ودعم كل ما يختص بقضاياها والدفاع عنها ضد التيارات التغريبية والانحراف الفكري التكفيري والدفاع عن حقوقها المهضومة اجتماعيا. هذا خبر جميل نشرته الصحف مع تحفظّي على لقب ناشطات حيث لا أعرف ما هي المعايير المخولة لأطلاق هذا اللقب ! بلغ أعضاء الجمعية 300 وهذا خبر جميل أيضا ولكن مالذي ستقدمه الجمعية للمرأة ؟ يقول رئيسها: إن الجمعية ستتابع قضايا الطلاق المعلقة وقضايا العضل في المحاكم المرفوعة للجمعية والوقوف ضد من يريد تحقير المرأة السعودية والتغرير بها وهضم حقوقها وإنكار فضلها. والسؤال الملحّ ما هي صلاحيّات هذه الجمعية؟ وهل لديها من القوة ما يمكن أن تصدر قوانين لحماية المرأة المعنفة مثلا وحماية أولادها من ولي أمرهم حين يبطش؟ ما جدوى عمل الجمعية إذا كان إصدار قانون لحماية المرأة من عنف الرجل زوجا كان أم أبا لم يصدر حتى الآن؟ ما جدوى عمل الجمعية إذا كان بعض الرجال رغم تعليمهم وثقافتهم لا يعاملون المرأة ككائن مستقل؟ أتمنى على الجمعية أن تبدأ بمشروع نفتقده وهو إحياء سنة النبيي -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع المرأة وتكريمها له حتى وهي تجادله لتكون سبب نزول صورة المجادلة. أو تعامل صحابة الرسول الكريم مع المرأة وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث روى عنه أن رجلا ذهب له يشتكيه من زوجته التي تخاصمه و ترفع صوتها عليه، وعندما وصل إلى بيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإذ به يسمع زوجته وهي ترفع صوتها في وجهه وتخاصمه فعندما وجد الأمر كذلك هم بالإنصراف وإذ بأمير المؤمنين يخرج من بيته صدفة فقال للرجل ما الذي أوقفك ببابي يا رجل ؟ قال: جئت أشتكيك زوجتي يا أمير المؤمنين فسمعت زوجتك تخاصمك فقلت في نفسي هذا أمير المؤمنين تفعل معه زوجته هكذا فكيف بي أنا.. فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: يارجل والله لقد بسطت منامي وطهت طعامي وتحملت أوزاري أولا أحتملها أنا كذلك إذا رفعت صوتها في وجهي! مشكلتنا أن النصوص النبوية التي تكرم المرأة ليست مشاعة بينما تنتشر نصوص مجتزئة وليست كاملة للتدليل على ضعف المرأة وجهلها. قضيتنا مع المرأة عقلية الرجل في البيت والعمل والمحكمة وفي كل مكان لذلك الخطوة الأولى وعي المجتمع والتركيز على إصدار القوانين، أما أن تهتم الجمعية بمتابعة قضايا المرأة في المحاكم فحتما سوف لن تقدم ما فشلت فيه الهيئات الحكومية.