انقضت فترة الامتحانات بخيرها وشرها، وربما نسي الطلاب ما ذاكروه طيلة الأيام الماضية، ولكن ما زال للمهتمين والمتخصصين والمربين ذكريات عن تلك الاختبارات وخصوصًا التي كتبها الطلاب والطالبات على ورقة الإجابة. ما يلاحظه المصححون هو الفوضوية والعشوائية في بعض أوراق الإجابات تأتي جراء بصمة التردد والعبث بورقة الإجابة وكثرة الأخطاء اللغوية الإملائية في كراسة الاختبار. وأبرز أساتذة الجامعات الذين التقت بهم الجزيرة أوجه عديدة من ممارسات الطلاب العفوية أحيانًا حيث يوضح أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. عبدالله بن ناصر الحمود أن الفوضوية والعشوائية تبدو جلية عندما يحاول بعض الطلاب أن يجيبوا على الأسئلة. وقال: أحيانًا يكون لدى الطالب قدرة علمية للإجابة المطلوبة ولكن يعوزه تنظيم الأفكار المكتوبة ومن هنا يبدو للأستاذ ضعف كبير في الإجابة. ولفت أن ذلك ليس مرده لنقص المعلومات ولكن لعدم قدرة الطالب على تنظيمها وتبويبها، مبرزًا الإشكالية الأخرى وهي التردد الذي يكون غالباً واضحاً لدى عدد ليس قليلاً من الطلاب في الإجابة عن السؤال.. وأضاف: نجد عددًا من الطلاب عند الإجابة على السؤال يكتبون عبارات وجمل ثم ما يلبثون أن يغيروا رأيهم فيطمسون ما يكتبون ويكتبون رأيًا جديدًا، وهكذا تتكرر هذه العملية أكثر من مرة على الصفحة الواحدة، هذا يعطي الأستاذ شعورًا بأن الطالب غير واثق من إجابته ومعلوماته ومتردد في اتخاذ البدائل الأنسب للإجابة عن السؤال. وأشار الدكتور الحمود أنه عادة ما يجتهد الأستاذ في اكتشاف ما يريد أن يقوله الطالب. ومن الممارسات التي يقع فيها بعض الطلاب العبث بورقة الإجابة وثني أطرافها، ووصف الحمود ذلك بأنه عبث يأتي على شكل رسومات وعبارات، ويمكن فهمها فقط في إطار الحالة النفسية التي يمر بها الطلاب. ولاحظ أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأخطاء والتعديات على كراسة الإجابة لدى الطالبات بأنها أسوأ حالاً. من جانب آخر، تحدثت المعلمة العنود الحربي وهي تعمل في الثانوية السابعة بمنطقة تبوك عن معاناة معلمات هذه المرحلة عند تصحيح أوراق الاختبارات لأن بعض الطالبات تنسى كتابة بياناتها كاملة على ورقة الاختبار كالاسم أو رقم الجلوس ما يحدث حرجًا في حال نسيان أكثر من طالبة فتعود المعلمات للخطوط أو الطالبات لاكتشاف صاحبة كل ورقة، وبعضهن تكتب الإجابات بالقلم الرصاص وفي هذه الحالة لا تحسب الدرجة للطالبة، كما أن بعضهن تكتب بأقلام ملونة وهي ممنوعة ما عدا اللون الأزرق لأن المصححة والمراجعة والمدققة تستخدم هذه الألوان ما يربك عمليات التصحيح للورقة. وتؤكد الحربي أن بعض الأخطاء تذهب بالدرجة كاملة كالإجابات على الأسئلة ذات الخيارات المتعددة فتختار الطالبة أكثر من إجابة فلا تحسب لها، وبعضهن تضع علامة صح وخطأ معاً عند الإجابة على السؤال الواحد، والبعض للأسف لا تتأنى في فهم السؤال وقراءته كاملاً بل تتعجل فتجيب خطأ. ومن الممارسات التي لاحضتها المعلمة الحربي شرب الماء بالقرب من الورقة ما قد يعرضها لتلف ورقتها وإعادة كتابتها من جديد، والتأخر في الحضور والدخول للقاعة.