أنساك لحظة وأذكرك باقي العام حتى وأنا ناسي نسيت وذكرتك في السابق كان هناك حرب أدبية باردة وبعبارة أخف نقول «صراع أدبي» بين مناصري الشعر الفصيح ومناصري الشعر الشعبي ولكن هذه الحروب أو الصراعات لم ولن تحسم لأنها تهدا لفترة ثم تعود من جديد لذلك الحديث فيها يطول ولا ينتهي ففي حقيقة الأمر أن ليس هناك أي خطر على الفصحى كما يدعي البعض وليس هناك أي ضرر على الشعبي من الزوال كما يتمنى البعض الآخر. ولكن الخطر القادم هو أن هناك صراع من نوع آخر ظهر على سطح الساحة الأدبية الشعبية وهو دخول النص الأدبي في دائرة الجغرافية بجميع جهاتها ومعانيها وبالتالي أصبح يمارس من خلال هذه الجغرافية تكريس مفهوم جديد للهجة في النص الأدبي بشكل غير شاعري وغير حضاري عكس القاعدة السليمة التي تقول وتؤكد بأن الإبداع الشعري لا يعترف بالزمان والمكان, فجمال النص الشعري ليس حكرا على شكل أو نوع أو لهجة دون أخرى فكيف لنا إذا التعامل مع هذا الخطر الذي يهدد الإبداع الشعري. نتمنى من الشعراء وخصوصا الشباب الانتباه لهذا الخطر القادم وتقديم الشعر بلغة ولهجة مفهومة للجميع والخروج من الإقليمية إلى نطاق أوسع وأرحب لكي تسجل أسماؤهم بحروف من ذهب, ربما يكون هناك من يقول يجب أن يكون هناك هوية لكل شاعر, نعم هذا كلام صحيح ولكن هوية الشاعر وبصمته تكون من خلال الصورة الشعرية التي سوف تميزه وانفراده بحبكة نصه الشعري وليس بتكريس مفهوم اللهجة القبلية. خروج .. عبدالله بن عون يامل قلبٍ يسج وفيه دولاجة من هاجسٍ بالضماير قام يدرجها