على مدى سنوات طويلة بل عقود والدكتور يحيى محمود بن جنيد الأمين العام السابق لمكتبة الملك فهد الوطنية، وأمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ورئيس تحرير المجلة الشهيرة عالم الكتب على مدى هذه السنوات والدكتور يحيى يرفض أيّ حديث عنه وعن أعماله في مقال فضلاً أن يكون هذا الحديث عنه في كتاب أو دراسة، لكن محبيه وتلامذته يرون ذلك واجباً عليهم كونه قدم الكثير للمكتبة والكتاب والتوثيق في الوطن العربي كافة وقدم الكثير للمهتمين بالتراث المخطوط. ومع أنه نشرت في السنوات الأخيرة أكثر من مقال يتحدث عنه إلا أن غالبها مقالات مليئة بالمشاعر والانطباعات وتتحدث عن الدكتور يحيى من جوانب شخصيته العلمية ودعمه للمشهد الثقافي وخدمته للباحثين، ولم يخرج كتاب يوثق شيئاً من أنشطته في مجال المكتبات والمعلومات والمخطوطات وما صدر عنه من كتب أو مقالات. ولعله من حسن الحظ أن تنتهي هذه الحالة من التقصير في حق الدكتور يحيى بصدور أولى الدراسات في هذا المجال وهي الدراسة العلمية الجادة التي أصدرها الدكتور أمين سليمان سيدو الباحث النشط في مجال علوم الكتاب لاسيما الببلوجرافيا، حيث نشرت له مكتبة الملك فهد الوطنية كتاباً تحت عنوان (يحيى محمود بن جنيد.... جليس الكتب وأنيس المكتبات) ووثقت هذه الدارسة أكثر من (250) مادة لها صلة بالدكتور يحيى سواء كانت كتباً من إعداده، أو مقالات أو دراسات أو بحوثاً قدمت في ندوات أو حديثاً عنه وعن كتبه ونتاجه المتنوع. وفي هذا العمل إشارات مهمة لجوانب أكثر أهمية في حياة الدكتور ابن جنيد مثل تكليف الأمير سلمان له بتأسيس مكتبة الملك فهد الوطنية. كما قدم لهذا العمل معالي الدكتور محمد بن سعد السالم رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، وابن عقيل الظاهري الأديب المعروف. وتضمن العمل نماذج من بعض ما قيل في الدكتور يحيى (نثراً وشعراً) من عبارات تصف مشاهد مهمة في حياته العلمية والشخصية. وهذا العمل على أهميته يمثل مدخلاً لدراسة أخرى عن الدكتور ابن جنيد وهو الفائز في أحد أفرع جائزة الملك فيصل العالمية (مشاركة) في مجال تخصصه واهتمامه وهو الكتاب ببحثه الميز عن الوقف وبنية المكتبة العربية.