احتفت مكتبة الملك فهد الوطنية بأمينها الأول المبدع يحيى محمود بن جنيد كعلم من أعلام الثقافة عبر إصدار أعده الدكتور أمين سليمان سيدو تناول فيه ابن جنيد ونتاجه الفكري المنشور، وما كتب عنه، وعن نتاجه من بحوث ودراسات في خمسة محاور رئيسة. الكتاب صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية في 138 صفحة، واستهله رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية الدكتور محمد بن سعد السالم قائلا: «التقديم للكتاب يقتضي أمرين اثنين، علاقتي بمؤلف الكتاب، أو علاقتي بالكتاب نفسه؛ فعلاقتي وطيدة مع مؤلف الكتاب، ومعرفتي به أكيدة عن قرب في مكتبة الملك فهد الوطنية، واجتماعي به في أكثر من مناسبة، حيث وجدته عالما في فنه، متمكنا في تخصصه مجليا في ميدانه»، وأضاف «الكتاب يتناول ترجمة لحياة علم من أعلام الثقافة في المملكة، بل وفي العالم العربي أجمع، علم تجمعت فيه كل صفات العلمية، من الشهرة، والإبداع، والتميز وكذلك العلم الغزير، والأدب الجم، والتواضع والخلق القويم، والسلوك المستقيم، فعرف بالتزام علمي دقيق، حتى غدا يشار إليه بالبنان»، وزاد «حمله أمير الرياض مسؤولية تأسيس مكتبة الملك فهد الوطنية، فقام بالمسؤولية خير قيام، ونهض بها خير نهوض، وكان أمينها الأول، وربانها الذي أرسى دعائمها». من جهته، وصف الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ابن جنيد قائلا «لقد جاء أخي الدكتور يحيى إلى مكتبة الملك فهد الوطنية منذ إنشائها بصمت، وغادرها بعد اكتمالها بصمت»، وأضاف «لا أخفي في هذه العجالة أمرين ضروريين، أولهما: أنني متهم في كل ما أكتبه عن الدكتور يحيى، لما كان بيننا من محبة، وطول ما بيننا من عشرة، فليكن جانب الاتهام على البال في كل ما كتبته، وليست تروعني هذه التهمة لأنني واثق مما أقول، وتشهد لي الوثائق والإحصاءات وواقع المكتبة المشرعة الأبواب صباحا ومساء، وثانيهما: أنني لو كنت مكان الدكتور يحيى مسؤولا عن المكتبة، وقدرت على تحقيق هذا الطموح لكنت قد أزعجت صاحب السمو الملكي الأمير سلمان كثيرا.. فمرة أقول أعطوني عملا خارج وقت الدوام!!.. ومرة أقول: أعطوني انتدابا! .. ومرة أقول: حسنوا وضعي وكرموني ماديا، لأنني أصل الليل بالنهار!.. أما الدكتور يحيى فكان على طبع لم يتغير منذ عرفته.. كان زاهدا في الدنيا لا يقيم لها وزنا، ويكتفي برويتبه، ويفرقه قبل آخر الشهر على أعبائه راضيا بالكفاف، وهي ميزة أحسده ويحسده غيري عليها.. وترك الدكتور يحيى البهو العلمي الراقي وكل الكوادر في البهو تتحسر على فراقه». أما مؤلف الكتاب الدكتور أمين سيدو فاورد في مقدمة الكتاب «لكل فرع من فروع المعرفة أساطينه وأعلامه الذين تبوأوا مكانة طيبة في ساحاته وفضاءاته، من خلال إسهاماتهم الفكرية في تأصيل فنون هذا العلم وأدبياته، ودراسته، ونشره، وإتاحته للباحثين والدارسين للاستفادة من ثرائه المعرفي، وكنزه المعلوماتي، وإذا ما عد خمسة من أعلام علوم المكتبات والمعلومات والتوثيق في العالم العربي كان يحيى محمود بن جنيد واحدا منهم بلا منازع، لأنه صاحب بصمة علمية مميزة في فضاء الإنتاج الفكري المنشور في هذا المجال».