مع إيماني العميق بأن بلاداً يقودها الشيخ صباح الأحمد الصباح لا خوف عليها، إلا أننا محبو الكويت.. الكويت الدولة.. درة الخليج أصبحنا قلقين عليها بعد أن فلت «عيار البعض» ممن يمتهنون العمل السياسي وبالتحديد من يعملون تحت قبة البرلمان. نقول لا خوف على الكويت وصباح الأحمد يقود دفتها، فالرجل، رجل دولة متمرس، انخرط في العمل الحكومي منذ وقت طويل وكان ولوقت قريب عميد الدبلوماسية الدولية، وصنع أمجاداً سياسية لم يقتصر دورها على دولة الكويت فقط فقد عمل لصالح العراق وتوفير الحشد الدولي المساند له إبان الحرب العراقية - الإيرانية وهو أحد بناة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما أن دوره في صيانة استقلال وبقاء دولة الكويت إبان محنة احتلالها من قبل قوات صدام حسين لا ينكره إلا جاحد. هذا الأمير الراشد الهادئ المبتسم دائماً يعرف كيف يدير الأزمة وكل من ينكر أن دولة الكويت في أزمة يتجاهل الحقيقة، ولكن الثقة بأن في دولة الكويت رجالاً يعرفون كيف يتعاملون مع الأزمات وعلى رأس هؤلاء الشيخ صباح الأحمد الصباح. والآن ما هي مظاهر الأزمة التي تعيشها دولة الكويت..؟ في البدء لا بد من الإشارة إلى أن بعض تصرفات أعضاء مجلس الأمة «النواب» له تأثير مباشر ودافع لما وصلت إليه الأمور في البلاد الشقيقة، إذ إن ما يجري تحت قبة البرلمان الكويتي «مجلس الأمة» يُعد خروجاً على الدستور الكويتي الذي ارتضى به جميع الكويتيين، وأن كثيراً من الممارسات لبعض النواب تتسم بالتعسف وتصفية الحسابات الشخصية المقيتة. هذا القول ليس لي، بل هو قول سمو أمير دولة الكويت الذي عندما وجد أن السيل قد وصل الزبا، وجه خطابه الأخير عبر التلفزيون لأهل الكويت مؤكداً فيه أنه هو من يحمي الدستور، ولن يسمح بأي مساس به، فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار النظام السياسي ودعامة الأمن الوطني. قول واضح لا يختلف عليه اثنان من أهل الكويت، فأمير الكويت هو من يحمي الدستور وهو ضمان النظام السياسي والأمن الوطني، ولهذا وضمن هذه المسؤوليات فإن الأمير كانت له تدخلاتٌ وتحركٌ جمع فيها بين ما يمنحه الدستور من صلاحيات وبين واجبات الأب.. فالشيخ صباح الأحمد الصباح، هو أب كل الكويتيين ولا أحد يزايد على محبتهم له، ولهذا فقد عمل بواجب الأب حينما جمع «نواب العقل» الذين خاضوا معركة داخل مجلس الأمة، وتدخل في رأي صد كثيراً من المشاحنات والمواجهات التي حصلت بين الأطراف المتنازعة سواء بين أعضاء مجلس الأمة أو حتى بين أبناء الأسرة الحاكمة. الدور الأبوي والدستوري وحتى الشرعي الذي يمثله صباح الأحمد الصباح يتطلب «سمعاً وطاعة» من أهل الكويت، ولهذا فإن قوله الذي يؤكد فيه «لا مجال لمزيد من الانقلاب والمشاحنات والانزلاق إلى تجاوز الحرية وتكريس ثقافة غربية على مجتمعنا». قول يجب الالتزام به والأخذ به لتحصين دولة الكويت والبعد بها عن المنزلقات التي توقع فيها الدول.