فاصلة: (الوطن هو حيث يكون المرء في خير) -حكمة عالمية- موقف فاطمة الطويرقي (أم الخير)، كما يطلق عليها سكان حي أم الخير، مع سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هو بمثابة موقف المواطن الذي يواجه المسؤول بمطالبه ومطالب الآخرين بينما موقف الأمير هو موقف المسؤول الذي يعرف معنى دوره ومسؤوليته تجاه الناس. أصل الحكاية، أن «أم محمد» أو «أم الخير» خرجت بصحبة ابنها محمد بعد الكارثة لتبحث عن لجان الحصر، ففوجئت بأمين جدة الدكتور «هاني أبو راس» يجري أحد اللقاءات التلفزيونية في الحي، فتداخلت في اللقاء دون سابق إنذار وواجهت الأمين بعدد من المطالبات والأخطاء التي خلفها المهندسون السابقون في الأمانة، وهو الأمر الذي دفع باقي سكان الحي لمواجهة الأمين بتلك المطالب ووعدهم الأمير خيراً. وأوفى الأمير بوعده بل وتذكر المواطنة «أم الخير» ليخاطبها وهو يعلن تفاصيل المشروع بقوله: «عندما زرت حي أم الخير إبان الأمطار التي هطلت على جدة التقيت عدداً من السكان كان منهم «أم محمد»، وقالت حينها سمعنا كثيراً من الوعود التي لم تنفذ، وقلت لها في حينه إن هذا الوعد سينفذ لأنه من خادم الحرمين الشريفين، لهذا أدعوك أنت ومحمد الجعيد لتدشين هذا المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين». المذهل في الحكاية ليس أن أمير مكة صدق في وعده بل في تكريمها في حفل تدشين مشروع تصريف الأمطار والسيول لحي أم الخير والسامر، وهو تقدير لمكانة المرأة في المجتمع والنظر إليها كإنسان كامل الأهلية. «أم الخير» مواطنة سعودية تعمل مديرة مدرسة ولديها محمد وثلاث بنات دفعها إحساسها بالمسؤولية تجاه نفسها وأسرتها وحيّها أن تفعل شيئا عندما دمرت الأمطار معظم المنازل في الحي، رفضت أم الخير أن تعيد تأهيل مسكنها، فقد أصلحته سابقا وعادت الأمطار لتعبث به، لكنها خاطبت الأمير قائلة (ابتداء من اليوم سأبدأ في تصليح مسكني، وذلك بفضل الله ثم جهدك). تعجبني المرأة التي تدرك حجم مسؤوليتها تجاه المجتمع فهي التي ستربي أولادها على أهم أسس الوطنية التي لا تدرس في المدارس قدر ما يتعلمها الأطفال من سلوك والديهم تجاه بلدهم.