الجماهير عندما تحتشد في الملعب.. يأتى سلوك تلك الحشود مختلفاً عن سلوكيات الفرد خارج الحشد.. بمعنى.. أنه لو كان الشخص بمفرده جالساً في المدرج وحده.. لما خرج عن نطاق السيطرة على تصرفاته وأقواله وإشاراته وإيماءاته.. فالاحتشاد من شأنه قمع الأنا وبالتالي ينتفي الحس الأخلاقي في بعض الحالات.. ولا يعيد ذلك الجمع إلى رشده في حال خروجه عن المقبول والمعقول غير الموروث الديني والثقافي والبيئي، وتواجد القدوة الصالحة.. أو السلطة المنظمة أياً كانت تلك السلطة إدارية أو أمنية.. كما فعلت محكمة مانشستر عندما عجزت الجهات الرياضية والأمنية عن وقف شغب الملاعب الكروية بانجلترا وفي غياب القدوة الصالحة.. حرّمت لعبة كرة القدم في انجلترا بتاريخ 12-10-1908 تحريماً قطعياً.. بعد أن زادت أعمال العنف.. وانتشرت البذاءة وفاحش الكلم في الملاعب الإنجليزية.. فكان لابد من قرار يحمي المجتمع من هذه الهوة البغيضة.. فجاء التحريم وليس المنع.. بل التحريم المطلق للعبة كرة القدم من السلطة الدينية.. حتى في المملكة حصل هذا التحريم لمزاولة كرة القدم بمكة المكرمة.. ولكن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل أعادها وكوّن لها إدارة لضبطها وانضباطها في وزارة الداخلية.. عندما كان سموه وزيراً لها.. فبعد عجز الأجهزة الأمنية والمنظمة للكرة في إنجلترا عن إيقاف شغب الملاعب.. حرّمتها السلطة الدينية. هذا الكلام رداً على أحد القراء الذي وجّه لي لوماً شديداً تجاه عدم انتقادي لبذاءة بعض الجماهير وخروجهم عن الأخلاق الإسلامية والرياضية.. وشتم الحكام في محارمهم بأقذع العبارات.. هكذا شاهدها وسمعها القارئ الكريم.. والحقيقة أنّ المباراة التي حددها لم أكن متواجداً بالمملكة ولم أشاهدها.. وبدلاً من العبارات الخادشة تلك فأنا أميل لتسميتها ب(شغب الملاعب). لذا نأمل ألاّ يواصل اتحاد الكرة والأجهزة الأمنية الصمت تجاه شغب الملاعب اللفظي أو إيماءات الأيادي أو شغب الملاعب بأي شكل وفي أية صورة.. قبل أن تحرم من قِبل السلطة الإسلامية التي هي في الأخير الضابط لقيم المجتمع برمّته.. أرجو ألاّ نصل لذلك الحد. هذا ويعلم أكثر القراء الأفاضل عن الحرب التي وقعت بين السلفادور والهندوراس عام 1969م والتي كانت بسبب مباراة بين منتخبيهما أقيمت في المكسيك.. فلم يعد الأمر بذاءة وهتافات.. بل تحوّل إلى حرب طاحنة.. كان سببها أو الشرارة التي قدحت في فتيلها.. هي كلمات نابية بين جمهور المنتخبين.. انتقل في اليوم نفسه لشتم متبادل عبر إذاعات البلدين ثم أصبحوا اليوم التالي على حرب لا تبقي ولا تذر. أرجو أن أكون قد أعطيت القارئ الفاضل ما يروي ظمأه.. ولبّيت رغبته إنما بشكل موسع ليعرف أنّ الأمر ليس جديداً أو طارئاً. الاحتجاج !! حصل الأهلي على حق واضح في الحصول على ثلاث نقاط وثلاثة أهداف في مباراة الذهاب مع فريق الشباب، الذي اعتمد على خطاب من اتحاد الكرة بالسماح للاعب السعران بالمشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين.. وهو خطاب نظامي.. لا ننكر ذلك.. ولا ننكر أنّ ظلماً قد لحق بالشباب.. إنما ليت إدارة الشباب تقبّلت القرار بالرضا.. ففريقها حقق بطولة الأمير فيصل هذا الموسم.. وخلال العقد الأخير حقق الشباب بطولات وكؤوساً شتى.. بينما الأهلي هذه فرصته السانحة لنيْل بطولة كبيرة لمسح كل الإخفاقات الأليمة خلال الحقبة الأخيرة برمّتها.. خاصة والهلال والاتحاد قد أنهكا تماماً.. بل ليس هناك أسوأ من الاتحاد غير الهلال والعكس صحيح.. وبقي الشباب فجاء قبول الاحتجاج فرصة سانحة للأهلي لنيْل بطولة كبيرة قد لا تتكرر الظروف مستقبلاً للحصول عليها بهذه السهولة.. وكأني أرى مسابقة كأس المليك المفدى في موسم عام 1397ه.. الفرصة التي قد لا تتكرر.. بالتوفيق والسداد للقلعة في مشوار البطولة.. وعقبال الكأس وقد توفّرت كل مقوّمات الظفر به إن شاء الله. نبضات !! * مسمّى مسابقة (بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال) ليس بمسمّى دقيق ٍ أو صحيح ٍ.. فلو قيل (بطولة خادم الحرمين الشريفين للأوائل) لكان أقرب للصحة.. وفي رأيي يكفى البطولة شرفاً تسميتها (بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين) فقط.. فهذا هو الشرف العظيم بعينه بدون مسمّيات أخرى قد تقلل من المسمّى السامي للبطولة !! * هل يعقل أن تتوافق مباريات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين مع موعد الاختبارات.. رغم أنّ وزارة التربية قد عمّمت مواعيد بدء الاختبارات من ثلاث سنوات.. فكيف ترتكب لجنة المسابقات مثل هذا الخطأ التربوي الفادح في حق طلاب مدارس المملكة ؟!! * فرحت كثيراًَ بالحشد الجماهيري الأهلاوي كأهلاوي.. بينما حزنت جداً كتربوي للوحة كانت في الملعب كتب عليها (بلا اختبارات بلا هم،... هو الأهم).. فأي منحدر ينحدر إليه التعليم لدينا.. حسبنا الله ونعم الوكيل!! * متى يفهّم هؤلاء.. فعندما يخلع اللاعب قميصه خلال المباراة يحصل على عقوبة إدارية متمثلة في البطاقة الصفراء لأنه تصرف تصرفاً غير أخلاقي وهو التعرّي.. بينما عندما يتعرّى بعد المباراة.. تقبل عليه قنواتنا المحلية والخليجية.. ويتنقّل هو من قناة لأخرى بشكل مقزز وهو شبه عارٍ.. فهذا العيب بعينه.. فإلى متى والجهل الحسي والأخلاقي يسيطر على أنديتنا وقنواتنا ولاعبينا؟!! حسبنا الله ونعم الوكيل. * من محاسن الصدف أن شاهدت برنامج الجولة مؤخراً.. فلم أستطع الفكاك من ترقبه يومياً بلهفة كبيرة.. بعد أن وجدت تألقاً رائعاً للزميل الناجح الأستاذ وليد الفراج بقدراته الإعلامية الهائلة.. وخفة ظله.. وجرأته.. كما يكمل أجواء التألق الرائع للبرنامج وجود الخبير التحكيمي التربوي الرائع الأستاذ محمد فودة.. ليجمعا المشاهدين حولهما.. وفّقكما الله وسدّد خطاكما؛؛.