تعتبر وسائل الإعلام كالتلفزيون والإذاعة والمسرح والمجلات والصحف والكتب من أهم وأخطر ما يؤثر بالتربية الاجتماعية لدى الطفل لما تحتويه من معلومات مسموعة ومرئية ومقروءة تكمن أهمية وسائل الإعلام في عملية التنشئة الاجتماعية في أنها ليست شخصية، أيّ لا تحدث تصادم أو تعامل بين أصحابها والأفراد كالأسرة والرفاق والمدرسة، وتعكس جوانب عديدة من الثقافة العامة للمجتمع.. أيضاً لوسائل الإعلام أثر يزداد أهمية لما لها من جاذبية واستحواذ على اهتمامات الإنسان في هذا العصر؛ أيضاً لها دور في إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية كالحاجة للتسلية والترفيه والثقافة العامة وتعزيز القيم والدعوة إلى المشاركة العقلية وإبداء الرأي. تختلف وسائل الإعلام في تأثيرها في التربية الاجتماعية للفرد من شخص لآخر؛ إذ يعتبر التلفزيون رسالة ناقلة للمعلومات من شخص لآخر؛ ورسالة ناقلة للمعلومات ويعرض المعلومات بشكل جذاب وقوي.. وتأثير التلفزيون في الأطفال أقوى وأعمق من تأثير أيّ وسيلة إعلامية أخرى لارتباط الصوت بالصورة.. كما أن البرامج التلفزيونية تصل إلى كل البيوت والبرامج المفضلة لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هي البرامج المتعلقة بالحيوانات والطيور وشخصيات الكرتون والعرائس؛ ثم تتسع اهتمامات الطفل خلال السنوات الدراسية الأولى لتشمل برامج المغامرات الموجهة للطفل والقصص المسلية أو القصص العلمية.. بالرغم من أهمية التلفزيون في عملية التنشئة الاجتماعية لا زالت هناك الآراء منقسمة ومتعارضة حول أهميته؛ بوصفه وسيلة إعلامية في تكوين الشخصية. فالمعارضون يركزون على الصدمة التي يتلقاها الطفل أثناء العروض التلفزيونية المختلفة بالجريمة والعنف مما يؤدي إلى تقليد الأطفال ما يشاهدونه من العنف والعدوان، بالإضافة إلى تشويه بعض البرامج للقيم والمعايير والأعراف. أما المؤيدون فيجدون في التلفزيون أنه يوسع آفاق الطفل ويولد لديه الاهتمامات وينمي أفكاره والخيال والتصور.. مهما اختلفت الآراء حول مزايا وعيوب التلفزيون بوصفه وسيلة إعلامية لابد من مراقبة الأهل ما يراه الطفل إذ إن التلفزيون أهم وأخطر المؤسسات ووكالات التنشئة الاجتماعية للطفل. جامعة الجوف - كلية الآداب بالقريات - رياض أطفال