للجامعات دور مهم في تنمية الوعي لدى طلابها من خلال المقررات الدراسية والأنظمة الطلابية والمناشط المختلفة والتواصل مع الجيل الصاعد بما يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه بأسلوب توضيحي حديث يسهل فهمه وإدراكه؛ لأن الطالب يحتاج إلى إعداد كامل للحياة العملية من منطلقات التربية الإسلامية ومتطلبات الحياة المعاصرة. لذا فإن إقامة المحاضرات الدينية الهدافة وتشجيع الطلاب على حضورها وإتاحة المجال لسماع رأيهم ومشاكلهم داخل الجامعة وتسويتها والنظر فيها وتقبل الرأي والنقد البنّاء مهم جداً، وذلك خير من تركها أو تناسيها وعدم الجدية في التعامل معها؛ فكلما كانت الجامعات مهتمة بهذا الجانب تقبل الطالب رأي العلماء واستمع إلى توجيهاتهم، خاصة الطلاب بحاجة إلى العلماء في الوقت الحاضر الذي كثرت فيه القنوات الفضائية، وكثر من يدعي المشيخة والإفتاء، وكثر الكلام والأساليب التي في ظاهرها جميل والباطن قبيح، فإذا لم يكن لدى الطالب الثقافة الإسلامية الكافية والإلمام بتوجهات الدين فقد يكون من السهل الانقياد إلى أي اتجاه، وقد ظهر ذلك في أسلوب حياته العملية داخل مجتمعه وأسرته، وكذلك للجامعات دور في تنمية الانتماء الوطني؛ فتأصيل حب الوطن يبعث فيهم الإخلاص في العمل والمحافظة على مكتسبات الوطن، ويدفعهم إلى العمل الجاد الذي يعطي الصورة الجميلة لبلدهم بين بلدان العالم؛ فالانتماء الوطني مهم جداً في الحياة المعاصرة؛ فالتعليم لا يكفي وحده في الجامعات، والانشغال في التخصصات يجب ألا يصرف الجامعات عن الأهداف في تنمية الوعي الديني والانتماء الوطني، ونتطلع إلى ذلك حتى لا يتأثر الجيل الصاعد بالثقافات الأخرى، وإنما يتفاعل معها من منطلقات وثوابت لديه وعاها جيداً. والله الهادي إلى الخير. - جامعة الأمير سلطان