الجزيرة - سعود الشيباني - تصوير - فارس الشايع - كشفت مصادر مطلعة ل»الجزيرة» من داخل مسرح المواجهة التي وقعت بين رجال حرس الحدود قوة مراكز الوديعة بقطاع شرورة وشخص حاول التسلل لليمن ترجح معلومات أولية تعاطفة مع فلول الفئة الضالة، إن قائد العملية وقائد قوة مراكز الوديعة بقطاع شرورة العقيد عبدالجليل بن شارع العتيبي تعرض لإصابة بليغة برجله ورفض الانسحاب من مسرح العملية، حيث واصل زرع الحماس لدى زملائه وشاركهم إطلاق النار على الإرهابي حتى تعرض لطلقة نارية بالصدر فارق الحياة على أثرها تاركا خلفه قصة بطولية يضرب بها الأمثال. وفي ذات السياق أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود أن رجال أمننا عودونا على التضحية دون الوطن والقاطنين على أرضه الطاهرة، مؤكدا أن استشهاد العقيد عبد الجليل العتيبي وزميله الرقيب براك الحارثي غير مستغرب في ظل الإخلاص والتفاني والتضحيات التي يقدما رجال الأمن في جميع القطاعات الأمنية، مبينا أن استشهاد العقيد العتيبي والرقيب الحارثي دليل قاطع على أنهما وزملاءهم يسهرون على أمننا ويقدمون أرواحهم الطاهرة فداءً للوطن والتصدي لجميع العابثين بأمن الوطن وأيضا دليل آخر على أنهما يؤدون الأمانة بكل إخلاص بالرغم أنهما في صحراء بعيدين عن أعين الرقيب ومؤمنين أن الله يراهم ويجب عليهم أداء الأمانة التي أوكلت لهم بإخلاص، مشيرا إلى أن ذلك نتاج توجيهات من القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وإشراف مباشر ودقيق من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية. وقال الأمير مشعل الذي استقبل جثمان الشهيد في ساعة متأخرة من ليلة أمس بالمطار الخاص بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن محمد آل سعود واللواء زميم السواط مدير عام حرس الحدود وزملاء وأبناء وأقارب الشهيد العتيبي إن ما قام به العقيد العتيبي بالرغم من إصابة ومواصلة وقوفه مع زملائه حتى استشهد لهو دليل على قوة أمانة بالله عز وجل وإخلاصه، مؤكدا معرفته بالعقيد منذ الصغر وتميزه بالشجاعة والإخلاص. وبين أن العقيد العتيبي وكدليل لحب الصداقة بيننا أطلق اسمي على أكبر أبنائه. وتحدث ل»الجزيرة» صاحب السمو الأمير سعد بن عبدالله بن مساعد آل سعود عقيد متقاعد من قوات الأمن الخاصة قائلا: إن الشهيد عبدالجليل العتيبي -رحمه الله- كان زميل دراسة بكلية الملك فهد الأمنية، حيث تزاملنا ثلاثة أعوام مدة الدارسة بالكلية نعمل سويا ليلا ونهارا أظهر من خلالها الشهيد حبه لوطنه وقيادته ومخافة الله في جميع أعماله والجد والاجتهاد وحرصه لصقل مواهبه بما يخدم الصالح العام. وبيّن الأمير سعد بن عبدالله أن طوال دراستنا بالكلية لم يظهر من الشهيد ما يعكر العلاقة بين الشهيد وزملائه ولم يصدر منه إلا كل خير وكان محبوبا بين الزملاء، مؤكدا الشهيد بعد التخرج تم تعيينه بحرس الحدود وتنقل في أكثر من مكان وكان يحرص على حضور الاجتماع السنوي لخريج الدورة (42) وقابلته خارج الاجتماع عدة مرات ولم يتغير، حيث كان حريص التواصل بين زملاء الكلية والعمل. واختتم الأمير سعد بن عبدالله حديثه بالدعاء للشهيد بالمغفرة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. وأكد مدير إدارة العامة للمتابعة بحرس الحدود اللواء طلال بن سعيد الزهراني إن القيادة وعلى رأسهم الأمير محمد بن نايف يحرصون على ما من شأنه توفير أي تقنية تساهم بعد الله في الحد من تعرض رجال الأمن لمخاطر من قبل المتسللين، مؤكدا في ذات السياق أن استشهاد الزميلين تعتبر خسارة لجهاز حرس الحدود ولكن هذا قضاء وقدر ونحن نفتخر بتقديم الشهداء كدليل على إخلاص وتفاني الزملاء بالميدان بأنهم ساهرون على حدود المملكة، مشيرا إلى أن الشهادة تزيد الزملاء قوة وحرصا وإخلاصا في العمل فما قدمه العقيد والرقيب من تضحية الكل يفتخر بهما ويتمنى أن يكون مصيره الشجاعة التي تنتهي بالشهادة. من جانبه أكد مشعل العتيبي نجل الشهيد قائلا: تلقينا نبأ إصابته قبيل الفجر من أحد زملائه -رحمه الله- وعند الساعة الثامنة صباحا وردنا خبر استشهاده وقمت بإبلاغ أسرتي باستشهاد الوالد واتصلت بإخواني ماجد وطلال لتواجدهما خارج المملكة بهدف الدراسة وعزيتهم في وفاة الوالد الذي كان أبناءه يعتبرونه الظل والصديق الوفي الذي لن يعوضنا عنه إلا حنان قيادتنا والجمع الغفير الذي حضر لمشاركتنا العزاء بالفقيد الغالي. وبيّن مشعل أن آخر مقابلة مع والده كانت يوم الأربعاء الماضي لحضوره مناسبة قدوم أول حفيدة له، حيث حضر وشارك الأسرة الفرح ثم غادر لعمله. كاشفا أن الشهيد اتصل قبل تعرضه للإصابة الأولى بساعتين واطمأن على والدته وزوجته وابنه الصغير، مؤكدا عودته مساء الثلاثاء على رحلة الساعة السادسة مساءً ولكن شاءت الأقدار أن يصل جثمانه. وتحدث مطلق بن ماجد الطريفي قائلا: إن الشهيد عُرف عنه الإخلاص والتفاني وحب العمل، مشيرا إلى أنه محبوب بين زملائه وليس بينه وبين أحد ضغينة أو خلاف، كما أن الشهيد يحظى بثقة كبيرة من قبل الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية ومسئولي حرس الحدود، حيث ساهم بشكل كبير في القبض على عدد من المتسللين والمهربين وتعرض أكثر من مرة لإطلاق نار هو وزملاءه أثناء تصديهم للمهربين. وقال الطريفي إن الشهيد وحسب حديث زملاء له إنه قبل أسبوع حضر لمحكمة نجران يشهد ضد مهربين مخدرات قام بالقبض عليهم مع زملاء له قبل فترة. مشيرا إلى أن جهوده وزملاءه في التصدي للمتسللين والمروجين ومهربي الأسلحة والمتفجرات تشهد عليها محاضر حرس الحدود. وقال محمد بن سعد العتيبي زميل الشهيد: إن العقيد تم تكليفه قائدا بقطاع شروره قبل شهرين وعرف عنه الشجاعة والعمل المتواصل، حيث يكاد يرتاح داخل مقر القطاع إلا ساعات قليلة ومن ثم يقوم بمشاركة زملائه العمل وخاصة بالليل، مؤكدا أن الشهيد قبل المواجهة بساعتين وبعد تناول العشاء طلب من الزملاء من يرغب مرافقته فقام أحد الزملاء وتم التحرك وعند الساعة العاشرة ليلا ورد بلاغ من أحد الدوريات عبر رصدهم بالكاميرات الحرارية بتسلل شخص مجهول مسلح وتم توجيه الفرق وباشرت أحد الفرق بقيادة الشهيد الرقيب الحارثي والمصاب الأكلبي وعند الوصول للهدف بادرهم بإطلاق النار واستشهد على الفور الحارثي وأصيب زميله وكان العقيد قائد للعملية إعطاء توجيهات قبل الحادثة بأخذ الحيطة والحذر وكعادته يزرع الحماس في نفوس زملائه ويؤكد لهم وخاصة أثناء المواجهات بأهمية وفضل الشهادة وبعد الخبر الذي وقع كالصاعقة طلب زيادة قوات مساندة، مؤكدا لهم أن هذا الشخص ربما يكون له عناصر بالمنطقة وقام بإطلاق النار على الجاني وتعرض العقيد لإصابة في رجله إصابة بليغة وتم إبلاغ غرفة العمليات عبر سائق العقيد وطلبنا منه ترك العملية للرجال غير المصابين والاتجاه للمستشفى لإنقاذ حياة فرد علينا عبر الجهاز لا أحد يطلب مني ذلك أبدا سوف أقضي على المجرم قبل الهروب وواصل إطلاق النار وترجل من الدورية ورجله مكسورة وتماسك نفسه وصوب عليه وهو يردد -رحمه الله- الشهادة يا أسود نايف الشهادة يا أسود أحمد الشهادة يا أسود محمد اليوم يومكم الشخص خطير لن نتركه يفر، عيب علينا إذا هرب، ثم تعرض لطلقة نارية اخترقت صدره وغادر الدنيا بشجاعة وإخلاص وتفانٍ بالعمل، بعد ذلك تحول مسرح الجريمة لحالة حزن غير طبيعي والكل يردد ما قاله العقيد من عبارات حماسية ساهم بعد الله في قتل المتسلل وجعلت جميع الزملاء ينتشون فرحا بدور العقيد الذي ظل صامدا بالرغم من تحمله الإصابة ومشاركة زملائه العملية قرابة ثلاث ساعات. حيث كان المجرم يمارس المراوغة والتحرك بشكل سريع مستغلا جنح الظلام الدامس للهروب من أعين رجال حرس الحدود ووعورة المنطقة.