كشف استشاري وخبير الأمن والسلامة والحماية البيئية ومؤسس لجنة الأمن والسلامة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور عدنان بن زكي العباسي الهاشمي أن بعض الأجهزة الحكومية تضع برامج الأمن والسلامة للدفاع المدني بدوائرهم بأرشيف الحفظ دون النظر إليها معتبراً خلال حواره مع «الجزيرة» أن تأخير الدوائر الرسمية وغير الرسمية في تدريب كوادرها النسائية بالدفاع المدني لها أثر سلبي كنتيجة تطور الأحداث لسيول جدة، كما يكشف عن طلب بعض الجامعات الأهلية للبنات، والمعاهد المهنية، وغيرها سابقاً عروض أسعار للتدريب أثناء سيول جدة العام الماضي، وأنها تباطأت فيما بعد في اتخاذ قرار بإنفاذها، ويطالب الهاشمي عبر «الجزيرة» أن يكون مجلس الدفاع المدني مستقلاً وصلاحياته تمكنه من تطبيق غرامات ومحاسبة المقصرين من الجهات الحكومية كما هو الحال مع القطاع الخاص حفظاً لأرواح الناس مضيفاً أن أكاديمية الحماية المدنية للتدريب تشمل كافة فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً، (إلا أننا ركزنا على تدريب المرأة لانعدام تلك الخدمة في السوق).. فإلى نص الحوار: هل التدريب لديكم شامل لكافة أفراد المجتمع ذكوراً وإناثاً؟ - التدريب يشمل كافة فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً، إلا أننا ركزنا على تدريب المرأة لانعدام تلك الخدمة في السوق، وكذلك الحوادث المتكررة التي تحصل في المجمعات النسائية، والتي يذهب ضحيتها الكثير من النساء والأطفال. واستناداً لمفاهيمنا المكتسبة من أرض الواقع تم التركيز على تدريب العنصر النسائي بسبب أحاديث المصطفى حيث إنه لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى حيث قال: (استوصوا بالنساء خيراً)، كما أن المرأة سيدة المنزل، وعماد العائلة، وهي المشرفة على الأطفال والمنزل والخدم، وصفتها راعية ومسؤولة عن رعيتها أمام الله، المطلوب منها حماية وسلامة نفسها وأسرتها، فلا بد أن تكون مؤصلة بثقافة السلامة، وكيفية تحقيقها. وللمحافظة على خصوصية المرأة، حسب عاداتنا وتقاليدنا المستمدة من شريعتنا الإسلامية السمحاء، وفقاً للكتاب والسنة النبوية الشريفة. ومن خلال التدريب نقوم بسد العجز في ذلك التخصص، لإيجاد مدربات ومتدربات في ذلك المجال، وتحقيق فرص عمل لهن داخل المجتمعات النسائية. وتأصيل وتجذير الاهتمام بالأمن والسلامة والحماية المدنية، ورفع درجة الوعي والثقافة داخل الأسرة والمجتمع ليتم تأصيله في الأجيال القادمة. وتحقيق هدف الأكاديمية الإستراتيجي، للمساهمة في تنمية وتطوير دور المرأة في كافة علوم السلامة وعلوم الحماية المدنية والعلوم الأمنية. وهل مؤسستكم أكاديمية الحماية المدنية للتدريب تابعة لجهة حكومية؟ - المؤسسة هي ملك خاص لي ولست بتابع لأي جهة حكومية أو مؤسسة عامة. تدريب منسوبي التعليم وزارة التربية والتعليم تعتبر من المؤسسات الحكومية التي تحتضن أعداداً كبيرة من منسوبيها ومنسوباتها على مستوى الدولة هل لديكم تنسيق تدريبي معها؟ وهل لديكم برامج متخصصة لمختلف مستويات التعليم ذكوراً وإناثاً؟ - في شهر رمضان المبارك لعام 1431ه تشرفت بلقاء واجتماع مع صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم بمكتبه بجدة، ويرافقنني أخصائيات التدريب في الأمن والسلامة، وقدمنا له برنامجنا التدريبي لعلوم السلامة والحماية المدنية ومتطلبات الوقاية للحماية من الحريق للبنات، وعرضنا له كيفية التدريب ونتائجه ومدى الحاجة إليه، وقد أكد في مجمل حديثه رغبته في أن يكون منسوبي ومنسوبات المدارس في دوحة من الأمن والأمان والسلامة، ولديهم قدرة على مواجهة أي حدث أو كارثة لا قدر الله، والتصرف بعلم ودراية وحكمة، حفاظاً على الأرواح والممتلكات وهو الأمر الذي تحتمه شريعتنا الإسلامية، والمطلب الملح والأساسي لولاة الأمر الذي يبلغ دائماً للمسؤولين. وبعد فترة من لقائي بسموه استدعتني الوزارة (وكالة الوزارة للشؤون المدرسية) بالرياض بناءً على توجيه سموه واجتمعت معهم لأكثر من مرة وتم إعداد خطة تدريب تم رفعها لجهات الاختصاص لديهم وهي في طريقها للتنفيذ بإذن الله. وأشير لتوجيه سموه -حفظه الله- باهتمامه بسلامة وأرواح منسوبي ومنسوبات الوزارة، من خلال اعتماد برنامج الإحلال السريع للمباني الحكومية، التي تتسم بمواصفات ومقاييس هندسية عالمية، بديلاً للمباني المستأجرة، وكذلك القرارات الاحتياطية والوقائية التي اتخذت في سيول جدة، وذلك بإيقاف الدراسة والامتحانات، بالإضافة إلى تشكيل لجان فورية تقوم بالوقوف على كافة المدارس المتضررة، ومعالجة الأضرار، وقد زود سموه تلك اللجان بصلاحيات إدارية ومالية دون الرجوع للوزارة للمعالجة الفورية، وهذا تأكيد ودعم منه لإيمانه بأهمية السلامة والحماية المدنية، وتحقيقاً لمطلب ولاة الأمر حفظهم الله للاهتمام بالحفاظ على أرواح المواطنين ومنجزاتهم. تدريب القطاعات ما هي الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة التي قامت بتدريب فتياتها لديكم؟ - العديد من المدارس الحكومية والخاصة، والجامعات الأهلية والحكومية، وفي مقدمتها جامعة عفت، وجامعة نايف للعلوم الأمنية، وبعض المصانع، والجمعيات الخيرية، وأرامكو السعودية بجدة، وبعض الشركات والمؤسسات والأسواق التجارية. ما أسباب عدم تعاون بعض الجهات الحكومية أو الخاصة معكم؟ - الكثير من الدوائر الحكومية والخاصة، قدمنا لها برامجنا التدريبية الخاصة بالمرأة، فالكثير منهم تجاوب معنا، والبعض منهم وضع برامجنا في أرشيف الحفظ دون النظر إليه، وآخرون أوعزوا برغبتهم في التدريب ولكن القرار ليس بيدهم بسبب عدم توفر موارد مالية لديهم لحماية الأرواح والممتلكات وعدم وجود فكرة لبرامج تدريبية لمثل ذلك التخصص وعدم استجابة الإدارات العليا لمطالبهم. واعتبار التدريب في ذلك التخصص مطلب غير ضروري ولا حاجة له. وعدم وعي المسؤولين وانعدام ثقافة السلامة أساساً في الإدارة. مع العلم بأن أحد الإدارات الرئيسية والهامة، التي تتعلق بتدريب المجتمع النسائي في جدة، تابعنا معهن موضوع التدريب، وخطة الطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية، ولكن المسؤولين لديهن لم يستجيبوا لهن، رغم تعرض جدة خلال السنتين، لحوادث سيول أفضت إلى إزهاق الكثير من الأرواح، وخسائر كبيرة في الممتلكات، لذا فالوعي مرتبط بثقافة المسؤول التي نشأ عليها، وفهمه الحقيقي لضرورة المشاركة في حماية النفس، واعتبارها من الأولويات حسب ما تمليه شريعتنا الإسلامية. هل يتعاون معكم القطاع الخاص في تأصيل مفهوم السلامة؟ - البعض يتعاون ويتفهم دور السلامة، والبعض من المستثمرين سواء مراكز تجارية أو منشآت عامة أو مشاريع كبيرة، دائمي البحث عن الأسعار الزهيدة لمتطلبات السلامة، واختصار النظم المطلوبة، توفيراً للمصروفات وتحقيقاً للأرباح، حتى لو على حساب الأرواح، وغاية معظمهم تحقيق ترخيص الدفاع المدني، وليس تحقيق ما يمليه عليه ضميره والأمانة التي أؤتمن عليها، والمحافظة على استثماره، على الرغم من المتابعة عليهم من جهات الاختصاص المعنية بالسلامة. هل حصلتم على دعم من الدفاع المدني بحكم الاختصاص؟ - لا شك أن للدفاع المدني أهمية خاصة ومميزة لدينا، نظراً لأن كافة أعمالنا وبرامجنا التدريبية تتوافق مع توجهاته، وقد حصلت على تأييد معنوي مستمد من ذلك الجهاز ذو الطابع الإنساني، لمشاركتنا معهم في اليوم العالمي للدفاع المدني سنوياً، ونحصل منهم على مواقع جيدة، بجانب أن معالي الفريق سعد بن عبدالله التويجري مدير عام الدفاع المدني له رؤيا خاصة تجاهنا، مقرونة بالتشجيع لكل من يخدم أعمال السلامة والحماية المدنية، وخاصة أننا نساهم، في خدمة المرأة وتثقيفها لحماية وسلامة نفسها وأسرتها، من خلال منظومة نسائية تعمل لدينا، وكذلك أوجه الشكر لإدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمةوجدة التي تقدم لنا كل العون فيما نحتاجه، لقناعتها بدورنا إلإيجابي في المجتمع. بما أنكم مؤسسة خاصة هل وجدتم دعم أو تسهيلات من الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة؟ - حقيقةً للغرفة التجارية الصناعية بجدة الفضل الكبير في التعريف بعملنا، ودعمنا ومؤازرتنا، فهي ساعدتنا بدعم مادي في اليوم العالمي للدفاع المدني بجدة, بالصرف على المطبوعات الخاصة بالدفاع المدني لتوعية المجتمع، وكذلك ساندتنا في إنشاء لجنة للأمن والسلامة وهي أول لجنة على مستوى الغرف التجارية بالمملكة، وكذلك في مجال التدريب احتضنت تخريج أول دفعة نسائية تدربت على أعمال السلامة والحماية المدنية. التدريب النسائي كيف تقيمون تجربة انخراط الفتيات في أعمال السلامة والحماية المدنية؟ وما هي نسبة النجاح؟ وهل تستطيعون استدعاء متدرباتكم في الأعمال التطوعية؟ هل ترحب أسرهن بالانضمام إليكم؟ و هل المجتمع يساعدكم في ذلك؟ - تجربتنا في تدريب المرأة تجربة ناجحة بكل المقاييس، وخاصة عندما تدرب سيدة المنزل في حماية وسلامة نفسها في المطبخ وحماية أطفالها ومنزلها من أي مكروه لا قدّر الله، وتعليمها كيفية التصرف في الحالات الطارئة. - وأما نسبة النجاح فهي 100% والحمد الله. - واستدعاء متدرباتنا ممكن في الحالات الطارئة، وقد شاركن بفعالية العام الماضي وهذا العام في سيول جدة، كمتطوعات.