المتابع لأنظمة المرور وتطورها لدينا يشعر بتغير كبير في سن القوانين وتطبيقها «فساهر» هذا الضيف الذي زار جيب كل مواطن بشكل «مباشر أو غير مباشر» يقوم بمهامه بحزم. فيما يسطع نظام «نجم» في سماء شوارعنا لفك عناق سيارتنا وأخذ «صور تذكارية» لها لمعرفة حجم الأضرار التي وقعت نتيجة الالتحام وتقديرها عند شركات التأمين «الأمينة» هي الأخرى على ممتلكاتنا وتعويضاتنا. كل هذا بلا شك خفف من الضغط على كاهل رجال المرور الكرام وجعلهم يتفرغون لضبط بقية الأمور العامة وتطويرها فيما يخص السير وإغلاق المخارج وفك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة السير..إلخ. إلا أن هذه الصورة الجميلة قد تتغير لديك عندما تحين ساعة الصفر وهي ساعة «تسليم وردية» رجال المرور العاملين في الميدان!! في هذه الفترة ستصاب بالذهول!! لو وقع لك حادث لا قدر الله وغاب «نجم» وفلاشاته!! عندها ستمر بك «فرقة المرور» مرور الكرام «ور» دون توقف!! وتسمع «عبارة» أنا انتهت ورديتي «وبسلم»! طيب سلم علينا على الأقل!! السلام سنة يا مرور!! وما يخالف رح سلم بعدها!! يطول الانتظار لتصل «الدورية المعنية» وللأمانة في «دقائق سريعة» ستُزال السيارة من الشارع وسيُسجل رجل المرور المعلومات الأولية بسرعة «ممتاز من زمان كذا يا مرور» ولكن ستفاجأ أن السرعة «مهيب زينه» خصوصاً من رجل المرور!! لأنه سيخبرك «شفهياً» بنفس السرعة التي عالج بها الموقف ومع أصوات السيارات والإزعاج راجع «قسم الشمال أو الجنوب.. إلخ»!! طيب شكراً على سرعة تخطيط الحادث والخبرة في ذلك ولكن أراجع مين؟! وأقوله «أيش»؟! أليس من حقي يا مرورنا العزيز أخذ صورة من التقرير تثبت الحادث!! وتؤكد من المتسبب بالخطأ ومن يتحمله!! ألا يمكن التفكير بتزويد طرفي الحادث بأي مستند رسمي بدلاً من الكلام الشفهي الذي لا يعتد به في مثل هذه القضايا والحقوق المالية؟! لماذا الاحتفاظ بالتقرير من رجل المرور وكأنه أمر سري لا يجب الاطلاع عليه أو على الأقل التوقيع على محتواه من الأطراف المعنية؟! والاقتناع به في موقع الحدث!! أعتقد أن نموذجاً صغيراً يحمل رقم التقرير وتاريخ الحادث ومكان وقوعه ووقته والمكتب الذي يجب مراجعته وبعض «التعليمات العامة» للتعريف بالخطوات والأوراق المطلوب اصطحابها سيسهم بشكل كبير في تسهيل الأمر «لنا ولكم» وجعله أكثر وضوحاً!! وبكل تأكيد لن تعطلكم هذه الورقة عن التسليم!! والسلام عليكم يا «مرور». وعلى دروب الخير نلتقي.