في زحمة الغضب من نظام (ساهر) نسينا أو تناسينا أنه من صنع فوضويتنا في قيادة سيارتنا وتخطيط شوارعنا ..ولا اعلم لماذا مسمى (ساهر) تحديدا وليس (راصد) مثلا حيث يرصد السيارات المخالفة..أو (حاصد) من حصد..يحصد مافي الجيوب..(ف)الساهر مهما طال به السمر وأخذته نشوة الطرب لا بد له من غفوة .. ونحن لا نريد غفوة هذا النظام ابداً..وفي نفس الوقت..لا نريده أن يقضي العمر كله غارق في فلاشاته وتصفير جيوبنا ..وحسب ما فهمنا بأنه نظام (صالح)..وتم تطبيقه لأجل حماية أرواحنا وممتلكاتنا من طيش جيل غير(كامل) الإدراك بخطورة السرعة وقطع الإشارة .. جيل يجهل أبجديات أنظمة المرور والسلامة..! ومن شاهد منكم مؤخرا برامج ال (ديوانيات شو) على قنواتنا العزيزة ..وطريقة وآليات مناقشة أمر هذا النظام الوليد (ساهر)..من خلال تلك الحوارات يتضح أن هناك نقص حاد في " التوعية " بضوابط وآليات عمل هذا النظام .. ويظهر لنا أن هناك تباين في الآراء ..بين فريق مؤيد فكرة ساهر ولديه بعض التحفظات على طريقة تطبيقه ..وآخر ضد أبو أبوه ..والمرور..ما عندهم في أم أمه .. سواء صاحب وجهة النظر الجديرة بالمناقشة..أو اللي غاسل يده من النظام..ولسان حال المرور يقول : (مسهرينكم .. مسهرينكم )..واللي ماهو عاجبه يدور له (دنينة) يفحط بها داخل الحارة .. والمواطن البسيط يحك رأسه مع كل قدحة من كاميرا ساهر .. وفي مشوار واحد يمكن يطير راتبه وشعر رأسه من كثرة القدح.. ويقضي باقي أيام الشهر مع عائلته يتعشى (تميس وشاهي) ويتغدى (أندومي) .. وأبسط ياعم .. ساهر ما قصر معك وفر عليك (رسوم) الحلاقة ..! ومع أن نظام بهذه التقنية المتطورة يعتبر مطلب ضروري وخطوة للأمام نحو مجتمع بلا حوادث..تشكر عليه الإدارة العامة للمرور..ولكن حتى نحصل على أقصى فائدة من تطبيقه وبدون ما يلحق الجيب شي..لا أرى ما يمنع أن يتم مراجعة آلياته وضوابطه (وتحديدا) رسوم المخالفات..يلقونها من وين والا من وين محدودي الدخل..ويحتاج الأمر كذلك تنفيذ حملة توعية جديدة واسعة واكثر شمولية لتوضيح وتذكير الناس بقوانين وأنظمة المرور وليس نظام ساهر فقط ..وعدم الاكتفاء بالمعلومات والبيانات على الموقع الإلكتروني (www.saher.gov.sa) .. خصوصا أن السواقة عندنا من زمان مالها في الفن والذوق..ويجب أن نعترف بأن ردة فعل البعض تجاه هذا النظام فيها من التخلف ما يندى له الجبين..وخير دليل التصرفات الغير مسئولة التي خرجت الينا مؤخرا ونتج عنها إزهاق روح بريئه..هذا غير الاعتداءات على موظفي وممتلكات (ساهر) التي تظهر في وسائل الإعلام من حين إلى آخر.. وكأننا نعيش في زمن العقيد أبو شهاب وفتوات حارة الضبع.. وقبل لا أنسى..أي نظام جديد ليس في الكرة الأرضية وحسب بل في مجرة درب التبانة بأكملها لا بد له من فترة تجربة (كافية)..والتجربة دائما خير برهان .. وشكلين ساهر ما بيحكي..! كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية*