تعيش بلادنا هذه الأيام فرحة الذكرى السادسة للبيعة المباركة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وبداية العهد الزاهر الميمون عهد التنمية والإصلاح والتطور والبناء. وهي ذكرى عزيزة وغالية طالما ارتبطت بالعصر الذي شهد أكبر نهضة على مستوى التعليم والتصنيع والتقنية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والقضائي والسياسي وغير ذلك من ميادين الإصلاح الذي يقوم على ركائز أساسية هي من أفكار خادم الحرمين الشريفين وهي ركائز العلم والمعرفة والتقنية والقوى البشرية المؤهلة والجودة القادرة على المنافسة ومواكبة أحدث المعايير والمواصفات العالمية. بهذه المنهجية الفريدة قاد الملك عبد الله -حفظه الله- خطوات الإصلاح التي بدت ثمارها تقطف في مختلف المجالات وزاد على ذلك بتفعيل قيم النزاهة والصدق والأمانة وحب الوطن، وإنشاء هيئة مكافحة الفساد وعززها بالرجل المناسب في المكان المناسب وجعلها تتبع مباشرة لرأس الدولة لأنه -حفظه الله- يريد بناء دولة حديثة لا مكان فيها للفساد بجميع أشكاله وأنواعه، وفي هذا المضمار الملك عبد الله لا يجامل ولا يرضى التراخي والتهاون في محاربة الفساد، بل يعمل ويوجه ويحث ألا رجعة عن مشروع الإصلاح وقيام الدولة الحديثة بكل المقاييس التي لا يعرف الفساد إليها سبيلا. ذكرى البيعة تعني لنا جميعًا ذكرى تلاحم الشعب مع القيادة في كل الظروف، حيث ضرب الشعب السعودي مثالاً للعالم في الالتفاف حول ولاة الأمر، ومبايعتهم وتجديد البيعة لهم والعهد فهم حماة الوطن والدين وهم الأحرص على رفاهية الشعب والأدرى باحتياجاته ومتطلبات الوطن، ولا أدل على ذلك من الأوامر الملكية الأخيرة التي جمعت وأوعت وشملت كل جانب من جوانب الحياة وأكّدت أن ولي الأمر -حفظه الله- قريب من واقع الناس ومتلمس لاحتياجاتهم صغارًا وكبارًا وفي مختلف الشرائح الاجتماعية، لأن الأوامر السامية الكريمة سدت كل الثغرات وعالجت كافة المشكلات، وداوت كل الجراح. إن مسيرة التنمية تمضي برؤية ثاقبة وبصيرة متمكنة، وفكر نيّر واستشراف للمستقبل يضع المملكة في المكانة التي تناسبها وتستحقها، وذلك من خلال جهود ورؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعًا . وتمر علينا ذكرى البيعة المباركة والبلاد تنتقل من فرح إلى أفراح وما زالت لياليها تتعطر بعبق بهجة العودة الميمونة لخادم الحرمين من رحلته العلاجية سالما معافى، وكذلك بفرح وسرور الأوامر الملكية التي عمت بها البهجة أرجاء المملكة من أقصاها إلى أدناها، فزادت فرحتنا بحلول ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي اختار لنفسه مكانًا متمكنًا في قلوب كل أبناء الوطن، بل في قلوب أبناء الأمة الإسلامية والإنسانية جميعًا وذلك لحبه الخير لكل الناس، ومساندته كل عمل يرفع قيم الإنسانية ويتوج المملكة في صدارة المبادرات الدولية الخيرية. نسأل الله تعالى أن تعود إلينا ذكرى البيعة الميمونة في كل عام وبلادنا ترفل في ثياب العز والأمن والاستقرار والوفرة والرخاء، وشعبنا يهنأ برغد العيش والطمأنينة في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. - عميد معهد الأمير سلمان للتدريب والاستشارات الاجتماعية